رغم اجتماع باريس.. الأزمة الليبية في حلقة مفرغة

  • 6/29/2018
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

سعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرد بشكل غير مباشر يوم الرابع والشعرين من شهر يوليو الجاري على الرد على تساؤلات كثيرة ظلت تطرح منذ أيام بشأن نتائج اللقاء الذي جمعه في اليوم الموالي مع طرفين أساسيين من أطراف ملف الأزمة الليبية هما فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية والمعترف بها دوليا وفايز السراج قائد الجيش الوطني الليبي. وقد جرى اللقاء الثلاثي في ضاحية " سيل سان كلو" التي تبعد 12 كلم عن باريس بحضور غسان سلامة موفد الأمم المتحدة الجديد إلى ليبيا. وكان المحللون السياسيون الفرنسيون قد انقسموا خلال التعليق على هذا اللقاء الأول من نوعه إلى قسمين اثنين : قسم يرى أن اللقاء لا يمكن أن يتمخض عن نتيجة ملموسة وقسم آخر يرى أن اللقاء الرباعي بين ماكرون والسراج وحفتر وسلامة بإمكانه تسهيل مهام الأمم المتحدة وكل الأطراف المعنية بشكل مباشر أو غير مباشر بالأزمة الليبية في تجاوز الحلقة شبه المفرغة التي آل إليها الملف حتى الآن. أما الذين لا يتوقعون أن يؤدي اللقاء المتعدد الأطراف من حول الرئيس الفرنسي بشأن ليبيا في الضاحية الباريسية إلى نتائج عملية فهم يستندون إلى عدة معطيات منها أن الماريشال حفتر حسب رأيهم حريص على أن يكون على راس هرم أي مشروع يهدف إلى تطويق الأزمة الليبية وأن انتصاراته العسكرية الأخيرة في بنغازي على الميليشيات المسلحة الجهادية وسيطرته على قاعدة الجفرة العسكرية عناصر من شأنها دفعه إلى رفع سقف مطالبه لا لخفضها. ويقول أصحاب الطرح ذاته إن فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دويلا لا يمكن أن يقبل بمطالب الماريشال حفتر في أن يكون على رأس هرم السلطة. وبالرغم من أن السراج لايزال يواجه مصاعب كثيرة لفرض نفسه على أطراف الأزمة الليبية الأخرى، فإنه لاتزال بين يديه عدة أوراق مهمة منها أنه يجسد الشرعية الدولية التي كرسها اتفاق الصخيرات حتى وإن بدا اليوم واضحا أن الاتفاق يحتاج إلى تعديلات عديدة لجعله يمثل كل أطراف الأزمة. ويقول الذين يقللون من شأن لقاء الخامس والعشرين من شهر يوليو الجاري في الضاحية الباريسية بين السراج وحفتر برعاية الرئيس الفرنسي إن التنافس الشديد وأحيانا تباين المصالح بين أطراف الأزمة الداخلية والخارجية عاملان مهمان من العوامل التي تعيق عملية التوصل إلى نتائج ملموسة من اللقاء الذي ليس الأول من نوعه بين حفتر والسراج. فقد كان الرجلان قد التقيا في يناير عام 2016 وفي مايو الماضي برعاية إماراتية. ولكن هذه اللقاءات لم تسفر حتى الآن عن أمر عملي قادر على إخراج الأزمة من الجمود.

مشاركة :