كشفت وزارة الداخلية المصرية أمس، أن عناصر حركة «حسم»، الجناح المسلح لجماعة «الإخوان المسلمين» المنصفة إرهابية، الذين قتلوا في عملية دهم قوات الأمن إحدى البؤر الإرهابية في محافظة أسيوط (صعيد مصر) أول من أمس، تورطوا في محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية السابق اللواء مصطفى النمر، في آذار (مارس) الماضي. ونجا اللواء النمر من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة «نوعية» استهدفت موكبه وسط الإسكندرية قبل يومين من بدء الاقتراع في انتخابات الرئاسة في الداخل في 24 آذار الماضي، ما أسفر عن مقتل شرطيين وجرح عدد من طاقم حراسته. وقالت وزارة الداخلية في بيان أمس، إنها أوقفت أحد عناصر حركة «حسم» أثناء اختبائه في إحدى الشقق السكنية في محافظة الإسكندرية ويُدعى معتز مصطفى حسن، ما ساهم في تتبع بقية عناصر البؤرة الذين اتخذوا إحدى الشقق السكنية في أسيوط وكراً لاختبائهم. وقامت قوات الأمن بدهم الوكر، ما أسفر عن مقتل 4 من عناصر «حسم» في اشتباكات خلال الدهم، وعثر في حوزتهم على أسلحة آلية وعبوات ناسفة. وأشار البيان إلى توقيف القيادي في «حسم» باسم محمد إبراهيم جاد، الذي تولى تدبير السيارة المستخدمة في الهجوم الذي استهدف موكب اللواء النمر واستغلالها في نقل المواد المتفجرة والأسلحةُ، وتسليهما للعناصر المتطرفة في الإسكندرية في إطار الإعداد لتنفيذ الهجوم الإرهابي، الذي تم باستخدام سيارة مُفخخة انفجرت من بعد. وأوضح البيان أن المتهم الموقوف معتز حسن تولى، بعد أن قام بعملية تنكر، قيادة السيارة المفخخة المستخدمة في الهجوم على موكب اللواء النمر، وقام بترك السيارة في موقع الهجوم في شارع المعسكر الروماني في الإسكندرية، عقب تفعيل الدائرة الإلكترونية للعبوة الناسفة، مشيراً إلى أن قوات الأمن عثرت أثناء دهم وكر اختبائه على أسلحة وذخائر ومفجرات عبوات ناسفة، وكمية من المواد التي تستخدم في صناعة العبوات المتفجرة إضافة إلى أدوات للتنكر. وأكدت وزارة الداخلية انتماء المتهم إلى «حسم» وسفره مع عدد من عناصر الحركة إلى الخارج خلال العام الماضي لتلقي دورات تدريبية في مجال استخدام الأسلحة المختلفة وتصنيع العبوات المتفجرة، إضافة إلى أنه شارك عقب عودته للبلاد في رصد عدد من الأهداف المهمة والحيوية في محافظة الإسكندرية. ونشرت الوزارة صوراً للمتهم وللسيارة المستخدمة في الهجوم على موكب مدير أمن الإسكندرية السابق، وصورة لمتهم فار من عناصر «حسم». وقال المتهم معتز مصطفى، في اعترافات مصورة وزعتها وزارة الداخلية، إنه منضم إلى جماعة «الإخوان» وأن شخصاً يدعى أيوب كلفه بالهجوم على موكب مدير أمن الإسكندرية السابق، بعد عودته من تدريبات في الخارج، وأكد له أيوب أنه سيلبي حاجاته كافة لتنفيذ الهجوم. وأشار إلى أن أيوب كلفه ترك السيارة في مكان محدد لتجهيزها وإعدادها للتفجير. وأوضح أنه لجأ إلى التنكر أثناء ترك السيارة في موقع الهجوم حتى لا يتم التعرف إلى شخصيته، لافتاً إلى أن أيوب طلب منه الاختباء في إحدى الشقق السكنية في منطقة المنيب في الجيزة. في غضون ذلك، قالت مصادر أمنية إن المنطقة التي شهدت قتل المتطرفين الأربعة في أسيوط تقع على الحدود الجنوبية الغربية للمحافظة مع محافظة سوهاج، بمحازاة الجبل الغربي. وأشارت المصادر إلى أن تنسيقاً يجري بين مساعد وزير الداخلية لجنوب الصعيد اللواء عصام الحملي ومساعد وزير الداخلية لمنطقة وسط الصعيد اللواء أحمد عبدالغفار، بهدف القيام بمزيد من حملات التمشيط للجبل الغربي في أسيوط وسوهاج وقنا وحتى المثلث الحدودي الرابط بين محافظات الوادي الجديد والأقصر وأسوان، للحيلولة دون اختباء أو تنقل أي عناصر إرهابية بين محافظات الصعيد عبر مدقات الجبل الغربي.
مشاركة :