يظل الطفل مصدر سعادة للوالدين، وتحرص كثير من الأسر على الانطلاق بأطفالها في أماكن اللهو واللعب، وفي الوقت الذي يرى فيه كثيرون أن اللعب بالرمل أو التراب أمر غير جيد، ويعود الصغير على عدم النظافة، يؤكد الخبراء أنه ينمي خيال الطفل ويطور قدراته العقلية. تقول أم فارس إن أطفالها عادة ما يفضلون اللعب بالرمال، ولكنها لا تحبذ ذلك، لأن الرمال تسبب اتساخ الملابس، وقد يأكلها الطفل أو تدخل في عينيه رغما عنه، ما يجعلها تتحمل أعباء أخرى في المنزل إضافة إلى أعمالها الأخرى، كعمل حمام سريع للأطفال بعد اللعب وغير ذلك، وهو ما يكلفها كثيرا من الوقت. وترى أن الألعاب الإلكترونية أفضل للصغار لأنها، كما تقول، تمنحهم الترفيه المطلوب مع الحفاظ على النظافة. وتقول ريم السبيعي: "أترك أطفالي عادة يلهون بالرمال، بخاصة وقد خصصت في منزلي مساحة وهيأتها بالرمل الطبي الجيد الذي يسمح للصغار بممارسة هوايتهم في عمل أشكال من الرمل، وقد اعترض زوجي في البداية على وجود الرمل في المنزل، إلا أنني أوضحت له أن المكان الذي سأخصصه للأطفال لن يستغرق مساحة كبيرة، إضافة إلى أن ألعاب الرمل تفيد في توسيع مدارك الصغار، وأوضحت أنني سأستخدم الرمل الطبي الذي لا يسبب أي ضرر، فاستجاب لي". وعن المحاذير التي وضعتها لتجنب الإضرار بالصغار، قالت "من المهم توعية الأطفال بعدم أكل الرمل، أو التراشق به، أو إدخاله للعين لما قد يسببه من أذى لها"، مضيفة أن وسائل لعب الأطفال كثيرة وخطرة، ولكن من الجيد والضروري أن يختار الأهل الأكثر أمنا وآمانا لهم. في الوقت نفسه، أكد المتخصص في التربية الخاصة ومستشار الدعم الأسري فهد الشنيفي أن "اللعب بالرمال مهم لتطوير قدرات الأطفال العقلية والعضلية، والاجتماعية، وكذلك في عملية تطوير التعليم، كما أنه ينمي خيال الصغير ويعكس قدراته الابتكارية، ويطلق لخياله العنان"، مشيرا إلى أنه عند خلطه بالماء يكشف الطفل خواصه مثل الرطوبة والليونة وغير ذلك. وأضاف أن اللعب بالرمل وسيلة لعب مهدئة، ويعد وسيلة لتفريغ الطاقة وممتعة لدى الطفل، إذ يشعر من خلالها بسعادة لا توصف، كما أنه وسيلة لتطوير المهارات اللغوية أثناء اللعب مع الأطفال، وكذلك تطوير مهارات التواصل الاجتماعي مع الآخرين. وأكد الشنيفي أن الطفل يتعلم من خلال اللهو بالرمل اللعب الجماعي، والتعاون مع أصدقائه، ويعتاد على روح الفريق الواحد، وكذلك تطوير عضلات الذراع والمعصم واليد، ومهارة التنسيق من خلال العين واليد.