بعد أن عادت «أسهم» تأليف الحكومة إلى اللون الأخضر، إثر اجتماع وُصف بالإيجابي بين رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، يفترض أن تنطلق قريبا، حركة اتصالات جديدة في أكثر من اتجاه، وعلى أكثر من خط، لمحاولة تفكيك العقبات التي تعترض طريق الولادة الحكومية. ويقول مراقبون إن هذه العُقد باتت معروفة، ويتحدثون عن عقدة مسيحية لها علاقة بحصة حزب «القوات اللبنانية»، وعقدة درزية لها علاقة بإصرار «التيار الوطني الحر» على توزير النائب طلال أرسلان، ورفض الزعيم الدرزي وليد جنيلاط ذلك، والعقدة السُّنية التي تتعلق بإصرار «المستقبل» على عدم توزير أي سني من خارج صفوفه. ويقول هؤلاء إن العقدة المسيحية تحتل أكبر جزء من المشكلة، ومن المفترض أن تبحث بلقاء يجمع الرئيس عون بزعيم «القوات» سمير جعجع، ويصوّب مسار العلاقة بين الطرفين، بعدما «انحرفت» عن حدود اتفاق معراب. وتشير مصادر متابعة لـ«الجريدة» إلى أن «مفاعيل لقاء عون وجعجع لن تقتصر على إعادة ترتيب العلاقة بين الحزبين، وبالتالي تجديد الالتزام باتفاق معراب، انطلاقاً من تأثيره الإيجابي، خصوصا داخل البيئة المسيحية، بل ستتعداه إلى مسألة الحكومة والمفاوضات الجارية لتأليفها». وأضافت: «اللقاء مهم لتذليل العقبات أمام الولادة الحكومية، منها ما بات يُعرف بالعقبة المسيحية، المتمثلة في جزء منها بالحصة القواتية». وتوقعت المصادر أن «يعطي الرئيس عون (القوات) وزارتين وازنتين، إضافة إلى حقيبة ثالثة، ووزارة دولة، في محاولة منه لتسريع التشكيل، وبعدما حسم مسألة نيابة رئاسة الحكومة لمصلحته». في موازاة ذلك، أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية والكومنولث أليستير برت، خلال استقباله، أمس، بأنه «سيعمل مع الحكومة الجديدة على تنفيذ التعهدات بتحسين الاقتصاد الوطني واستكمال الإصلاحات الإدارية ومحاربة الفساد، ما يضع لبنان على سكة النهوض والنمو، ويمكنه من الاستفادة القصوى من نتائج مؤتمر سيدر، الذي عقد في باريس». وفيما شكر عون الوزير برت على الدعم الذي تقدمه بلاده للجيش اللبناني، لاسيما لجهة بناء أبراج المراقبة لتأمين الحدود اللبنانية - السورية، طلب مساعدة المملكة المتحدة، كي توقف إسرائيل انتهاكها للسيادة اللبنانية في البر والجو، «علما أن لبنان يلتزم الهدنة، ويطبق قرار مجلس الأمن الرقم 1701، لكنه سيكون ملزماً بالدفاع عن سيادته وسلامة أراضيه إذا بادرت إسرائيل بالاعتداء علينا». كما تطرق عون إلى «التداعيات التي نتجت عن النزوح السوري إلى لبنان على مختلف الصعد، والتي تتزايد يوماً بعد يوم»، لافتاً إلى أن «لبنان مستمر في تقديم الرعاية للنازحين، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها، وهو مستمر في دعوة المجتمع الدولي إلى تسهيل عودتهم تدريجيا للأماكن الآمنة في سورية. واعتبر أن «العودة الطوعية للسوريين التي تتم من حين إلى آخر، ولو بأعداد قليلة، تؤكد وجود رغبة لدى غالبية النازحين بالعودة إلى بلادهم، بعد التأكد من توافر الضمانات اللازمة لأمنهم وسلامتهم، نافيا ما يشاع عن ممارسة ضغط «عليهم للعودة التي تتم بملء إرادتهم». 4 أشهر سجناً لصحافي تعرض لباسيل أصدرت القاضي المنفرد الجزائي في بعيدا ندين نجم، أمس، حكماً بحبس الصحافي فداء عيتاني 4 أشهر، وإلزامه بدفع مبلغ 10 ملايين ليرة كعطل وضرر، على خلفية تعرّضه لرئيس التيار الوطني الحر، وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل بالقدح والذم والتحقير على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بناء على شكوى قدّمها المحامي ماجد بويز بوكالته عن باسيل. وكان عيتاني نشر صورة لاجئ سوري مطروح أرضا في مخيم بعرسال بعد اقتحامه من الجيش اللبناني، وقد علق على الحادثة بعبارة «بلد بيسوى جبران باسيل انتو أكبر قدر».
مشاركة :