عمّان: ماهر عريف انتقدت الفنانة الأردنية القديرة جولييت عواد تجاهل نصوص الدراما التلفزيونية قيمة الممثلين الكبار، والتعامل معهم على أنهم عناصر «تكميلية» للأعمال، وقالت في لقاء خاص أجرته معها «الخليج»: قلّما يصلني ما يحقق إضافة نوعية مهمة ويحرّك جوانب جديدة في قدراتي الأدائية، ولذلك ألجأ إلى تطوير المكتوب غالبًا بالاتفاق مع المخرجين.وأضافت: رؤوس أموال الأعمال تتحكم في كل شيء من الكتابة إلى الأبطال ونوعية القضايا، وبعضها لا يواكب همّ الفنان نفسه، وللمحطات سياسات معينة تقود الأمور وفق معاييرها، والبحث يكون عادة عن الوجه الجميل على صعيد التمثيل، واستدركت قائلة: لست ضد الوجوه الجميلة لكن يجب ألاّ تطغى على معيار القدرات والأداء، فنحن لا نريد «مانيكان» لا تعرف شيئًا عن التمثيل، ونستاء من عدم كتابة أدوار للكبار تؤثر في المجتمع. جولييت عواد ظهرت في رمضان الماضي في دور سيدة مكلومة بمقتل ابنها واختطاف حفيدتها ضمن العمل البدوي «نوف» تأليف سارة سوار الذهب وإخراج رولا حجي وبطولة ميس حمدان التي تراها كانت مجتهدة وحاولت التأقلم مع تجربتها الأولى في دراما البيئة الصحراوية. عن ذلك تقول: هناك نقلات محفزة للتفاعل معها في شخصية جدة «نوف» ابتداء من انتظارها ولادة زوجة ابنها في ليلة تعصف بالقبيلة عن طريق منتقمين يقتلون مجموعة من أقاربها حتى حثها حفيدها في صغره على استرداد الحق، ثم عثورها في الحلقة الأخيرة على حفيدتها وتزويجها من ابن عمها. وتضيف: المسألة ليست موافقتي على أدوار ثانية وثالثة بهدف الاستمرار على الشاشة إطلاقًا، ولكن بعض هذه الأدوار يحمل رسائل تفوق البطولة لكنها بلا «تلميع» ويستطيع الفنان تطويرها، ووجودي في مواقع التصوير يهدف كذلك إلى التواصل مع الجيل الجديد وتصحيح بعض الأخطاء الفنية. ورداً على سؤال بشأن انحسارها غالبًا في أدوار الأم والجدة الحنون والحكيمة والسيدة الغامضة الشريرة قالت: نحن لا نختار الأدوار وإنما المنتج والمخرج يتفقان مع بعضهما ويوزعان على الممثلين، وأنا منذ بداياتي في التمثيل خلال سبعينات القرن الماضي لازمتني أدوار الأم والجدة، وفاتتني أدوار كثيرة كنت أستطيع تقديمها ولم يرني المخرجون فيها. وأشارت جولييت عواد إلى دور اعتبرته خارج هذا السياق كانت قدمته بصيغة كوميدية في مسلسل «في بيتنا حكاية» مع المخرج سالم الكردي الذي قالت إنه أصرّ على تغيير جلدها رغم اعتراض بعضهم في التلفزيون الأردني حينها. وتحدد جولييت أدوارًا تراها أضافت لها في الدراما البدوية بينها جدة «نمر بن عدوان» والمشعوذة في «الدمعة الحمراء» لكنها تعتبر شخصية الأم الفلسطينية في مسلسل «التغريبة» عام 2003 الأهم وترى أنه حملها مسؤولية وتتمنى تكراره مشيرة إلى عمل بعنوان «قلعة المحروس» لم ينل نصيبه الواسع من العرض. جولييت عواد تجنبت التعليق على أعمال ينتجها التلفزيون الأردني، وعللت ذلك بأنها لا تشاهدها أساسًا، وتشير إلى عدم تلقيها عروضًا للمشاركة فيها، وقالت إنها لم تدخل مبنى التلفزيون منذ نحو عقدين، وتعقب: إذا كانت هناك نية صادقة يمكن إنجاز أعمال مهمة، ويجب أن تكون الرقابة فنية وموضوعية لا غير ذلك. وتصف مهرجان المسرح الأردني بأنه تحوّل إلى «محسوبيات» و«استرزاق» و«تنفيع» نتيجة ما أطلقت عليه «تآكل الضوابط وانفلاتها» بعد الدورتين الأولى والثانية على حد قولها، وأضافت: لم تنجح الدورات المتتالية في إيجاد قواعد جماهيرية مؤهلة وعلى وزارة الثقافة التواصل مع قامات الإخراج والتأليف واستعادة حضورها من حيث رفع السوية العامة للمهرجان.
مشاركة :