تفاعلت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة من جهة، وأوروبا والصين وروسيا من جهة أخرى، حين أعلن وزير الاقتصاد الروسي ماكسيم أورشكين في بيان أمس، أن روسيا قدمت طلباً إلى «منظمة التجارة العالمية» ضد الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على واردات الألومنيوم والصلب. وفرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية في آذار (مارس) الماضي بلغت 25 في المئة على واردات الصلب و10 في المئة على واردات الألومنيوم، مبرراً ذلك بمخاوف تتعلق بالأمن القومي، وأنها من خارج اختصاص «منظمة التجارة العالمية». وردت دول الاتحاد الأوروبي بالمثل على تلك الإجراءات . وقال أورشكين إن روسيا قدمت طلباً لإجراء مشاورات مع الولايات المتحدة، في خطوة أولى تلزم لحل القضايا المتعلقة بالنزاعات التجارية الدولية بين أعضاء المنظمة. إلى ذلك أعلنت الصين رفع قيود عن الاستثمارات الأجنبية في بعض القطاعات، في مبادرة انفتاح جديدة تتزامن مع استعداد العملاق الآسيوي لحرب تجارية محتملة مع الولايات المتحدة. وأفادت وكالة التخطيط الاقتصادي الصيني بأن الإجراءات ستدخل حيز التنفيذ في 28 تموز (يوليو) المقبل، وستشمل خصوصاً صناعة السيارات والزراعة والبنية التحتية والمناجم. ونشرت الوكالة «لائحة سلبية» تحصي القطاعات التي لا يحق للمستثمرين الأجانب الوصول إليها بحرية وسيتراجع عددها من 63 إلى 48، كما ستبقى بعض القطاعات الحساسة مثل الثقافة والأمن القومي موضع حماية. وتلغي «اللائحة السلبية» الجديدة القيود في مجالات ملكية محطات الوقود وتجارة الحبوب والبنية التحتية في قطاع الكهرباء، كما تخفف من القيود في قطاع السيارات والطيران وبناء السفن. ويأتي الإعلان في الوقت الذي يمكن أن تفرض فيه الصين والولايات المتحدة رسوماً جمركية الأسبوع المقبل على ما قيمته عشرات بلايين الدولارات من المنتجات المستوردة من البلد الآخر، ما يعزز المخاوف من حرب تجارية. الأسهم وارتفعت الأسهم الأوروبية بقوة في بداية تعاملات أمس، بعد صعود في الأسواق الآسيوية أدنى مستوياتها في 9 أشهر مع تخفيف الصين القيود على الاستثمارات الخارجية لتمنح المستثمرين راحة موقتة. وزاد المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.9 في المئة، كما قفز المؤشر «داكس» الألماني الذي يتسم بالحساسية تجاه التجارة 1.1 في المئة. لكن المؤشرات الأوروبية ستغلق على خسائر أسبوعية وشهرية على الأرجح متأثرة بتصاعد الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة من جهة والصين والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى. وكان المؤشر فايننشال تايمز 100» البريطاني فتح مرتفعاً 0.8 في المئة، كما زاد المؤشر «كاك 40» الفرنسي 1.3 في المئة. وعوّضت الأسهم اليابانية الخسائر التي منيت بها في وقت سابق وأغلقت جلسة أمس مرتفعة قليلاً، إذ تعافت الأسهم الآسيوية من أدنى مستوياتها في 9 أشهر، في الوقت الذي تراجع فيه الين مقابل الدولار ليعطي بعض الدعم. وارتفع المؤشر «نيكاي» 0.15 في المئة إلى 22304.51 نقطة بعدما هبط إلى 22145.48 نقطة في التعاملات المبكرة. وارتفعت الأسهم الأميركية ليل أول من أمس، إذ انتعشت قطاعات النمو مثل التكنولوجيا بعد تراجعات الجلسة السابقة وقطعت أسهم الشركات المالية موجة خسائر دامت 13 جلسة. وصعد المؤشر «داو جونز» الصناعي 89.19 نقطة أو 0.37 في المئة إلى 24206.78 نقطة، والمؤشر «ستاندرد أند بورز 500» 15.7 نقطة أو 0.58 في المئة إلى 2715.33 نقطة، والمؤشر «ناسداك» المجمع 57.40 نقطة أو 0.77 في المئة إلى 7502.48 نقطة.
مشاركة :