مسقط -وكالات: أكد السياسي العماني والأكاديمي، عبد الله الغيلاني، أن قطر استطاعت تجاوز مرحلة التهديد الوجودي الذي تعرضت له بداية الأزمة، عبر عقد تحالفات مع أنقرة، وتجديد أخرى مع واشنطن». وقال إن قطر نجحت في إيجاد بدائل خارجية، عبر تأكيدها للشراكة القطرية العُمانية وغيرها، ووظفت القوى الناعمة الإعلامية، الدبلوماسية والأخلاقية والاستثمارية في تجاوز هذه الأزمة، بحسب الغيلاني. وحول ارتدادات النجاحات القطرية على المشروع الإماراتي السعودي، قال: «كان ينبغي لدول الحصار أن تعيد حساباتها وتدرك أنه أخفق»، مستدركاً: «يبدو أن هناك إصراراً على المضي في حصار قطر». واعتبر أن «هذه المسألة مرتبطة بجملة من العوامل؛ أولها حدوث تحوّل في أنماط التفكير الاستراتيجي داخل دول الحصار، ما ينعكس على مقارباتها الخارجية، لكن ليس في الأفق ما يشير إلى إمكانية حدوث هذا». وأكد أن التحولات السياسة الأمريكية في المنطقة، وخاصة العلاقات بين واشنطن والدوحة، ستنعكس على صمود السعودية والإمارات في استمرارهما بحصار قطر. وعلى صعيد العامل الآخر، أضاف أنه يتمثل في «انكسارات المشروع الإقليمي الذي تسير فيه السعودية والإمارات بالمنطقة (الشرق الأوسط)، وخاصة في الصومال وجيبوتي واليمن ومصر وليبيا، ولعل ذلك يقودها إلى إعادة التفكير». وفي سياق آخر لكنه متعلق، أشار إلى صراع السعودية مع إيران، وخاصة بعد إلغاء الاتفاق النووي الإيراني، متسائلاً: «هل ستكون المملكة قادرة على مقارعة طهران، وما هي إفرازات ذلك؟ وعلى صعيد علاقات الدولتين الخليجيتين مع السعودية والإمارات، قال إنها «مرت في حالة من التوتر والارتباك إثر التطورات السياسية التي حدثت في المنطقة خلال الفترة الماضية ولم تكن دائماً مثالية». وزاد القول: «لطالما اعترى هذه العلاقة شيء من التوتر وعدم التوافق في الكثير من الملفات والأزمات التي شهدتها وتشهدها منطقة الشرق الأوسط. ورأى الغيلاني أن «الدول الخليجية الثلاث تتكتم على حالة الارتباك التي تعتلي العلاقة، لكنها تلقي بظلالها بين الحين والآخر، فيما تحاول مسقط والرياض الإيحاء إلى الإعلام بأن الأمور ليست سيئة كما يتصور الآخرون، لكننا نعلم أنها متوترة» وتساءل السياسي العُماني: «ما الذي يدفع دولة صغيرة مثل البحرين لعقد صفقات مبيعات أسلحة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تعاني اقتصاديا؟».
مشاركة :