فيما انتهت هدنة مدينة درعا السورية التي دخلت حيز التنفيذ لمدة 12 ساعة من منتصف ليل الخميس إلى منتصف ظهر أمس، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين الجمعة: إن المدنيين في محافظة درعا بجنوب غرب سوريا ربما يتعرضون للحصار والقصف على غرار ما حدث في معركة الغوطة الشرقية، محذرا من «كارثة إنسانية».رشاوى المروروذكر الأمير زيد في بيان، أن مكتبه لديه تقارير عن أن مقاتلي تنظيم «داعش» الذين يحاولون السيطرة على منطقة حوض اليرموك في محافظة درعا لا يسمحون للمدنيين بمغادرة المناطق الخاضعة لسيطرتهم.وأضاف، إن بعض نقاط التفتيش التابعة لقوات النظام تتقاضى رشاوى بمئات الدولارات من المدنيين لتسمح لهم بالمرور، وناشد كافة الأطراف توفير ممر آمن لمن يرغبون في النزوح.وكانت فصائل المعارضة في درعا قد توصلت إلى الهدنة مع روسيا بعد محادثات بين الجانبين.وفرضت موسكو على الفصائل شروطاً للقبول بها حتى انتهاء المدة الزمنية للهدنة المتفق عليها، من بينها تسليم السلاح الثقيل والخفيف بشكل كامل، إضافة إلى تسليم الحدود السورية - الأردنية بشكل كامل للنظام، بعد انسحاب الفصائل منها، وفق مصادر محلية.وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد أفاد، الخميس، بأن ضربات جوية أودت منذ الأربعاء بحياة 46 شخصاً، من بينهم أطفال، في أجزاء تسيطر عليها المعارضة بمحافظة درعا.قمة هلسنكيوفي السياق، قال الكرملين الجمعة: إن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب سيتناولان بالتفصيل مسألة الصراع الدائر في سوريا عندما يعقدان في يوليو أول قمة رسمية بينهما.ومن المرجح أن يثير الاجتماع المقرر عقده يوم 16 يوليو في هلسنكي قلق بعض حلفاء الولايات المتحدة الذين يريدون عزل روسيا على الساحة الدولية، كما يرجح أن يصدر رد فعل عنيف على الاجتماع من جانب بعض منتقدي ترامب في الداخل.ويمثل الدعم الروسي لبشار الأسد، الذي تتهمه واشنطن وحلفاؤها الغربيون باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، إحدى النقاط الساخنة في العلاقات المتوترة بين البيت الأبيض والكرملين.وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في تصريحات للصحفيين بالهاتف: ما من شك في أنه سيجري نقاش تفصيلي بشأن سوريا «مضيفا» سيكون هناك نقاش مستفيض شامل.ومن المرجح أيضا طرح قضايا خلافية أخرى في الاجتماع، وهو الثالث بين الرئيسين وإن كان الاجتماع الرسمي الأول.فرار المدنيينومن جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت لاحق: إن أكثر من 120 ألفا فروا من ديارهم في جنوب غرب سوريا منذ بدأت قوات الاسد وميليشياته والروس هجوما لاستعادة السيطرة على المنطقة الواقعة قرب الحدود مع الأردن وهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.وقال وزير بكيان الاحتلال: إنه يجب منع اللاجئين الذين تجمعوا عند الحدود مع هضبة الجولان من دخول إسرائيل، في وقت أعلن جيش الاحتلال الجمعة، أنه قدم إعانات إلى نازحين سوريين فروا من المعارك في محافظة درعا ولجأوا إلى منطقة سورية قريبة من الجولان.ولم يوضح الجيش كيف تم ايصال هذه الإعانات إلى الأراضي السورية، لكنه قال في بيان انه تم خلال الليل إرسال أطنان من المواد الغذائية، لا سيما طعام الأطفال والملابس وأدوية إلى النازحين الذين أقاموا في مخيم مرتجل.وحولت قوات وميليشيات الأسد الإيرانية التي تدعمها قوة جوية روسية، تركيزها إلى جنوب غرب البلاد الذي تسيطر عليه المعارضة منذ هزيمة آخر جيوب المقاتلين بالقرب من مدينتي دمشق وحمص.نزوح جماعيوحدثت موجة نزوح جماعي للمدنيين بسبب تقدم قوات النظام في مناطق واقعة نحو الشرق والشمال الشرقي من مدينة درعا وقصف بلدة نوى المكتظة بالسكان التي تسيطر عليها المعارضة في الشمال الغربي من درعا.وذكر المرصد أن عشرات الآلاف تجمعوا عند الحدود مع الأردن فيما فر آلاف آخرون صوب الحدود مع هضبة الجولان والكثير منهم من نوى.ويستضيف الأردن بالفعل نحو 650 ألف لاجئ سوري ويقول: إن حدوده ستظل مغلقة أمام تدفق اللاجئين.ويقول الأردن: إن المجتمع الدولي يجب أن يجد سبلا لدعم السوريين داخل بلدهم.وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: إن الأردن «بلغ الحد الأقصى» في استقبال اللاجئين.وتسببت الحرب السورية في نزوح ستة ملايين شخص داخل البلاد ودفعت 5.5 مليون آخرين إلى الفرار خارجها.
مشاركة :