مع ختام منافسات دور المجموعات ببطولة كأس العالم 2018 بروسيا، والذي شهد 48 من إجمال 64 مباراة في البطولة، برزت عديد من النقاط المضيئة التي حملتها المنافسات داخل الملعب وخارجه، لكن الدور الأول لم يخل أيضًا من النقاط المظلمة. تألّق المنتخب الكرواتي والشغف الجماهيري بالبطولة في كل أنحاء العالم، وكذلك التنظيم الجيد للبطولة بروسيا من بين الجوانب الإيجابية حتى الآن، بينما كان الخروج الصادم المبكر للمنتخب الألماني من بين الجوانب المظلمة التي تضمّنت أيضًا تصرّف أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييجو مارادونا، وطريقة احتفال لاعبين من المنتخب السويسري التي استفزت المنافس وجماهيره. النقاط المضيئة 1- الجماهير: شهدت الاستادات المستضيفة لمباريات كأس العالم حضورًا جماهيريًّا كبيرًا، كما شهدت مختلف المدن المستضيفة فعاليات احتفالية جماهيرية، ولفت مشجعو بعض المنتخبات وعلى رأسهم منتخبا اليابان والسنغال الأنظار من خلال السلوك الحضاري؛ حيث تولوا تنظيف المدرجات التي تواجدوا بها، بمجرد سماع صافرة النهاية، كما أن البطولة الحالية لا تزال تمثّل احتفالية كروية هائلة خالية من أي أحداث عنف كبيرة. 2- التنظيم: نالت روسيا الإشادة على التنظيم الجيد للبطولة، وقال السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، إن البطولة تشهد "تنظيمًا رائعًا من بلد مضياف"، وتشهد الفعاليات حضورًا أمنيًّا مكثّفًا دون أية مظاهر قمعية، كما يتحلى المتطوعون بروح ودية عالية في مساعدة الزائرين الأجانب. 3- الهدّافون: حقق النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو انطلاق تهديفية قوية بتسجيل ثلاثية (هاتريك) قاد بها منتخب بلاده لتعادل مثير مع إسبانيا 3/ 3، كما سجل هدف الفوز 1/ صفر في شباك المغرب، وبعدها تعادل معه نجم الهجوم البلجيكي روميلو لوكاكو برصيد أربعة أهداف لكل منهما، بينما انفرد النجم الإنجليزي هاري كين بصدارة قائمة الهدافين برصيد خمسة أهداف. 4- الحصان الأسود: ربما شكّل المنتخب الكرواتي أكبر مفاجأة إيجابية في البطولة، واستغل تألّق نجمه لوكا مودريتش صانع ألعاب ريال مدريد الإسباني، ليتأهل إلى الدور الثاني بثلاثة انتصارات من بينها الفوز على المنتخب الأرجنتيني 3/ صفر في حضور النجم ليونيل ميسي. وقد عزّز الفريق الكرواتي طموح جماهيره في تكرار إنجاز مونديال 1998، عندما أحرزت كرواتيا المركز الثالث. 5- نجم صاعد: فرض الأيسلندي روريك جيسلاسون لاعب فريق الدرجة الثانية الألماني، حضوره بقوة كنجم، وحظي بإشادة هائلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وخرج المنتخب الأيسلندي من الدور الأول، لكن اللاعب بات لديه أكثر من مليون متابع على حسابه بتطبيق مشاركة الصور على الإنترنت "إنستجرام"، بعد أن كان العدد لا يتجاوز 40 ألفًا قبل أسبوعين فقط. 6- الوافدون الجدد: حظي المنتخب الأيسلندي بإشادة كبيرة في أول ظهور له بالمونديال، مثلما كان الحال لدى مشاركته في كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016)، ولكنه -في هذه المرة- أخفق في تجاوز الدور الأول رغم بدايته القوية بالتعادل مع الأرجنتين 1/ 1. كذلك قدم منتخب بنما مستويات نالت إعجاب كثيرين رغم خروجه المبكر من البطولة وهزيمته الثقيلة أمام إنجلترا 1/ 6. النقاط مظلمة 1- نظام حكم الفيديو المساعد: عانت عدة منتخبات من ظلم في تطبيق نظام حكم الفيديو المساعد، والذي ينفذ للمرة الأولى في نهائيات كأس العالم، وعانت المنتخبات الصغيرة مثل المغرب ونيجيريا والسنغال من قرارات جدلية للحكام تأتي لصالح المنتخبات الكبيرة، ولم يحتسب لهم ركلات جزاء أو يطرد لاعبون من المنافسين رغم وضوح اللقطات للمشاهدين في أكثر من مناسبة. 2- حامل اللقب: بدا المنتخب الألماني -حامل اللقب- باهتًا، وودع المونديال من الدور الأول للمرة الأولى منذ 80 عامًا، وانضمّ إلى إيطاليا وفرنسا وإسبانيا في قائمة المنتخبات التي خرجت من الدور الأول للمونديال في النسخة التالية لتتويجها باللقب. ولا يزال من المحتمل أن تسفر تلك الصدمة عن نهاية حقبة يواخيم لوف في منصب المدير الفني للمنتخب. 3- الهجوم على الحكام: لم يتمالك ملادن كرستاييتش، المدير الفني للمنتخب الصربي، أعصابه وهاجم الحكم الألماني فيليكس بريتش، عقب الهزيمة أمام سويسرا 1/ 2، قائلًا إنه يفترض محاكمته أمام محكمة الأمم المتحدة لجرائم الحرب بسبب أخطائه. 4- احتفالات بإيماءة مستفزة: في مباراة المنتخبين السويسري والصربي، احتفل السويسريان شيردان شاكيري وجرانيت تشاكا، وهما من أصول كوسوفية ألبانية، بالتسجيل بإيماءة ترمز لشعار الحركة الألبانية ضد صربيا خلال حرب البلقان، التي اشتعلت في حقبة تسعينيات القرن الماضي بين كوسوفو ومقدونيا وألبانيا ضد صربيا، وقد فرض فيفا غرامة مالية على اللاعبين. 5- المنتخبات العربية: خرجت جميع المنتخبات العربية الأربعة التي تأهّلت إلى النهائيات، حيث ودّعت منتخبات تونس والمغرب والسعودية ومصر، المونديال من الدور الأول، وحظي المنتخب المغربي فقط بإشادة على نطاق واسع خاصة عبر المباراة التي انتهت بالتعادل مع إسبانيا 2/ 2 ، وكان الانتصاران الوحيدان للعرب من نصيب السعودية وتونس حيث تغلبتا على مصر 2/ 1 وعلى بنما 2/ 1، على الترتيب. 6- النجوم: لم ينجح الأرجنتيني ليونيل ميسي أو البرازيلي نيمار في تقديم أفضل مستوياتهما حتى الآن، كما أهدر كل من البرتغالي رونالدو والأرجنتيني ميسي ضربة جزاء، وكاد رونالدو أن يحصل على البطاقة الحمراء بسبب توجيه ضربة للاعب في منتخب إيران. وظل رصيد النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي خاليًا من الأهداف حتى ودع منتخب بلاده البطولة من الدور الأول، كما ودّع النجم المصري محمد صلاح هداف ليفربول والدوري الإنجليزي، منافسات المونديال مع خروج مصر بثلاث هزائم. 7- كوستاريكا: شكّلت واحدة من مفاجآت مونديال 2014 بالبرازيل ووصلت حينها إلى دور الثمانية، لكنها ودّعت البطولة الحالية من الدور الأول، إثر هزيمتين أمام صربيا والبرازيل وتعادل مع سويسرا. 8- مارادونا: تجاهل لوائح حظر التدخين وأقدم على تدخين السيجار خلال المباراة بين الأرجنتين وأيسلندا، ثم عانى من هبوط في ضغط الدم خلال تواجده بالمباراة التي انتهت بفوز الأرجنتين بصعوبة كبيرة على نيجيريا وعبورها إلى دور الستة عشر، وتطلب الأمر خضوعه لرعاية طبية.
مشاركة :