بعد لحاق فريقه بباقي المنتخبات الإفريقية خارج بطولة كأس العالم "روسيا 2018"؛ لم يتردد أليو سيسيه المدير الفني للمنتخب السنغالي في تأكيد فخره بفريقه، رغم شعوره بالخيبة لعدم التأهل لدور الستة عشر. وودعت السنغال البطولة أمس الخميس بالهزيمة 0-1 أمام كولومبيا في ختام مباريات الفريقين بالمجموعة الثامنة في الدور الأول للبطولة. وأكمل المنتخب السنغالي (أسود تيرانجا) مسلسل الإخفاق الإفريقي؛ حيث ودع البطولة، مثل منتخبات مصر وتونس والمغرب ونيجيريا، من دور المجموعات، لتكون المرة الأولى التي يخلو فيها دور الستة عشر للبطولة من أي منتخب إفريقي منذ بداية وجود دور الستة عشر في المونديال في نسخة 1986. ولكن خروج المنتخب السنغالي من هذه البطولة، قد يكون الأكثر قسوةً، لا سيما أنه اختلف عن باقي المنتخبات الإفريقية التي ودعت هذه النسخة من الدور الأول؛ نظرًا إلى كونه الوحيد الذي أنهى الدور الأول برصيد من النقاط تمامًا كصاحب المركز الثاني في المجموعة. وتقاسم المنتخب السنغالي المركز الثاني في المجموعة مع نظيره الياباني برصيد 4 نقاط لكل منهما، والأهداف ذاتها وفارق الأهداف ذاته بالمجموعة، إضافة إلى تعادلهما في المباراة بينهما؛ ما دفع المفاضلة بينهما إلى قائمة اللعب النظيف التي حسمت التأهل لصالح اليابان بصفته الفريق الأقل حصولًا على بطاقات صفراء من نظيره السنغالي. وصرح سيسيه للصحفيين، بعد المباراة مع كولومبيا في مدينة سامارا، قائلًا: "إنه قانون كرة القدم ... لم نتأهل لأننا حصلنا على بطاقات صفراء أكثر من اليابان. ولكنني أفتخر بلاعبي فريقي.. اجتهدوا كثيرًا من أجل هذه البطولة. وأعتقد أننا أظهرنا قدرتنا على أن نحظى بمستقبل أفضل". وأضاف : "الفيفا هو من وضع القواعد، وعلينا احترامها، وإنا كنا نود أن نخرج بشكل آخر". وخاض المنتخب السنغالي بطولة كأس العالم للمرة الثانية فقط في تاريخه، وهي الأولى منذ 16 عامًا؛ علمًا بأن سيسيه كان قائدًا للفريق في مشاركته الوحيدة السابقة بالمونديال؛ وذلك في نسخة 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، عندما فجر الفريق مفاجأة كبيرة بالفوز على نظيره الفرنسي في المباراة الافتتاحية للبطولة لتكون صدمة كبيرة للمنتخب الفرنسي في بداية رحلة الدفاع عن اللقب. وشق المنتخب السنغالي بعدها طريقه إلى دور الثمانية في البطولة ليكون ثاني منتخب إفريقي ينجح في هذا بعد منتخب الكاميرون في مونديال 1990 بإيطاليا، وقبل أن يكرر المنتخب الغاني هذا الإنجاز في مونديال 2010 بجنوب إفريقيا. وانتهت مشاركة المنتخب السنغالي في مونديال 2002 بالهزيمة 0-1 أمام نظيره التركي في الوقت الإضافي. ومع وجود سيسيه على مقعد المدير الفني للفريق هذه المرة، استهل المنتخب السنغالي مسيرته في المونديال الروسي بالفوز الثمين 2-1 على نظيره البولندي، ثم فرط مرتين في تقدمه على المنتخب الياباني وتعادل معه 2-2 قبل أن يخسر 0-1 أمام نظيره الكولومبي مساء أمس، بعدما عانى الفريق من الضغوط الشديدة؛ حيث كان بحاجة إلى نقطة التعادل فقط. ومع هزيمة المنتخب الياباني بالنتيجة نفسها أمس أمام نظيره البولندي، كان لا بد من الاحتكام إلى قائمة اللعب النظيف التي حسمت التأهل لصالح المنتخب الياباني. وقال سيسيه : "إنه أمر مخزٍ.. شعرت بخيبة الأمل لفريقي الذي كافح في كل يوم من أجل بلادنا.. بذل الفريق الكثير من الجهد. سأشجع اللاعبين لأنني أعتقد أننا ننتظر منهم الكثير في المستقبل". ولدى سؤاله عن إخفاق الفرق الإفريقية في المونديال الروسي، أعرب سيسيه عن شعوره بأن المستقبل سيكون مشرقًا في القارة الإفريقية. وتابع: "الكرة الإفريقية تحرز الكثير من التطور.. تابعت مشاركة باقي المنتخبات الإفريقية، ولا أعتقد أنه يجب أن نشعر بالخزي.. الفارق أصبح أقل بين المنتخبات المرشحة القوية والمنتخبات الصغيرة.. منتخبات كبيرة خرجت من الدور الأول مثل المنتخب الألماني حامل اللقب.. أثق بأننا على الطريق الصحيح".
مشاركة :