المرأة السعودية خلف مقود السيارة

  • 6/30/2018
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

يوم الأحد العاشر من شهر شوال لسنة 1439 كان يوماً مختلفاً للمرأة السعودية فقد تحقق حلم السنين الذي لم يكتب له النجاح عام 1990 لظروف يعلمها كثير من المتابعين لعل من أبرزها عدم تهيؤ الناس وأزمة الخليج الأولى ووجود أمور أكثر أهمية. يوم الأحد كان حقاً مشروعاً للمرأة أن تقود سيارتها بنفسها بعد أن حصلت على رخصة القيادة وجلست خلف المقود بأمر سامٍ وتأييد من علماء الدين وابتهاج من قبل كثير من شرائح المجتمع، حتى بعض من كانوا يعارضون وجدوا في سلامة الاستعدادات والتطبيق مبرراً لمباركة الخطوة الجريئة من القيادة الرشيدة. وسقطت كثير من الذرائع التي بسببها وقف البعض موقف المعارض ردحاً من الزمن. حسم الملك سلمان الجدل بالسماح للمرأة بقيادة السيارة والجلوس خلف المقود والحصول على الرخصة ليضيف لمكتسبات المرأة السعودية سطراً جديداً يثبت اهتمام الدولة بالمرأة الأخت والأم والزوجة والابنة فهي في مسار جاد من سنوات لتستوفي لها كل حقوقها المدنية. كل ما في الأمر أن رخصة القيادة الآن متاحة أمام الجميع دون إجبار لأحد فمن أراد الحصول عليها فله الحق، ومن لا يرغب فمن حقه أن يمتنع ويمنع حريمه، أما فرض الرأي من قبل فئات فهذا قد مضى وقته. السماح بمنح المرأة رخصة القيادة جاء عن قناعة راسخة من الدولة بكم الإيجابيات المنتظرة من القرار، وقد كتبنا عنها خلال السنوات الماضية عبر مقالات. لم يقصر الكتاب في تبني هذا الموضوع، بل إن الإعلام قد أسهم في زيادة نسبة الوعي لدى كثيرين ومهد الطريق ببيان رأي الدين والنظام في سواقة المرأة ثم آراء علماء هذه البلاد المؤيدة وفقاً لنصوص الدين بعيداً عن المزاج والهوى. ما يجب فهمه أن قيادة السيارة بالنسبة للمرأة حاجة وليست ترفيه، وهي ليست احتفالاً أو مباهاة، ستستفيد منها كثير من النساء ما بين أرملة أو مطلقة أو حتى امرأة متزوجة وموظفة وطالبة وسيدة أعمال وقعت كل واحدة منهن تحت رحمة أب أو زوج أو أخ أو ابن يمن عليها أو ربما يساومها من أجل أن يوصلها لمشوارها. أيضاً امرأة مقطوعة ليس عندها أحد يتولى إيصالها. ما ذنبها تنقطع عن الحياة لمجرد أن ثلة ترى حرمانها، بل تسعى جاهدة لإجهاض أي محاولة لمنحها حقوقها وتتبنى كل تحرك للوقوف في وجه أي قرار منصف له، وإعاقة مشاركتها في الحياة الاجتماعية واغتيال ايجابيتها وإطفاء حماستها، ونقض غزلها. في وقت كانت هذه الفئة ترضى بأن تركب مع السائق الأجنبي في خلوة يحرمها الدين. سائق يستغلها ويحملها مبالغ طائلة. القضاء المتوقع على هذه السلبيات كله إيجابيات بحد ذاتها لا يمكن حصرها أو عدها.

مشاركة :