أقر قادة دول مجلس التعاون الخليجي انشاء جهاز شرطة موحد يكون بمثابة انتربول خليجي مقره ابوظبي، كما أقروا انشاء قوة بحرية مشتركة. وأكد البيان الختامي لقمة الدوحة ان القادة أقروا قرار وزراء الداخلية في هذا الشأن الشهر الماضي ورحبوا "بما تحقق من إنجازات في المجال الأمني بما في ذلك بدء عمل جهاز الشرطة الخليجية من مقره في مدينة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة". كما أكد البيان موافقة المجلس الأعلى الذي يضم قادة دول المجلس الست على انشاء قوة بحرية مشتركة. وقال البيان الختامي: إن "المجلس الأعلى اطلع على قرارات وتوصيات مجلس الدفاع المشترك في دورته الـ « 13» ووافق على إنشاء قوة الواجب البحري الموحدة 81". كما أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ترحيب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ باستضافة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالدورة القادمة السادسة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية. وعبرت قمة دول مجلس التعاون الخليجي عن ارتياحها لتشكيل قوتها العسكرية الموحدة، وأكدت في بيان في ختام أعمال دورتها الـ «35» التي انعقدت مساء أمس في العاصمة القطرية الدوحة، أهمية خلو منطقة الخليج من الأسلحة النووية وأقرت الخطوات للتوصل الى اتحاد خليجي وتفعيل آليات السوق الخليجية المشتركة وجددت الدعوة لمواجهة الإرهاب وجددت رفضها الاحتلال الايراني للجزر الإماراتية. وأكد البيان أنه لا سبيل الى حل هذه القضية إلا بالمفاوضات أو التحكيم، وأعرب عن الأمل في نجاح جهود المبعوث الأممي في سوريا، مشيرا الى أن نظام بشار الأسد لا يزال يمعن في قتل الشعب السوري والتنكيل به. ودعا الى انسحاب فوري للميليشيات الحوثية من صنعاء والمدن اليمنية الأخرى وتسليم ما استولت عليه من أسلحة ومعدات، ودعا الى تضافر الجهود لتحقيق أمن العراق. وجدد البيان - الذي تلاه أمين عام المجلس عبداللطيف الزياني - مساندة المجلس الكاملة لجهود حكومة مصر في تثبيت استقرارها وطالب بإجراء مصالحة وطنية في ليبيا فورا . وتلا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "إعلان الدوحة" الذي أكد على تضامن دول مجلس التعاون وكان قد افتتح أعمال القمة مساء أمس بالدعوة الى مواجهة الارهاب، وقال: إن "ظاهرة الإرهاب التي يشهدها عالمنا المعاصر ومنطقتنا العربية على نحو خاص" تتطلب اتخاذ "كافة التدابير اللازمة لمواجهتها واستئصال جذورها وعلاج أسبابها الحقيقية السياسية والاجتماعية والاقتصادية". وأوضح أنه "لا مجال أمامنا إلا مواجهة الإرهاب، لكن لا بد أن تبذل جهود لتجنيب المجتمعات العربية آفة التطرف والإرهاب بالوقاية قبل العلاج، فالشباب الذين ينجذبون إليه لا يولدون متطرفين، ولا الإرهاب صفة تميز دينا بعينه أو حضارة بعينها". وأشار الى إجماع الدول الأعضاء على عدم الانشغال بـ "خلافات جانبية" قائلا: إن "الظروف الاقليمية والدولية بالغة التعقيد .. وتضعنا أمام مسؤوليات جسام". ودعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح - الذي ترأست بلاده العمل الخليجي خلال السنة الماضية - الى التعاون الاقتصادي في مواجهة تداعيات انخفاض أسعار النفط . وقال : "مدعوون اليوم الى تعزيز مسيرة عملنا الاقتصادي المشترك والتأكيد على ضرورة تنفيذ مجموعة من القرارات الهامة .. كالاتفاقية الاقتصادية بين دول المجلس، لنتمكن من مواجهة آثار التحديات" بما "يمكننا من الصمود في مواجهة أي تطورات سلبية يمكن ان تطرأ على واقعنا الاقتصادي". وقد شهد اجتماع قمة الدوحة - مساء أمس - تكريم أصحاب الجلالة والسمو صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة بمناسبة منح منظمة الأمم المتحدة سموه لقب "قائد إنساني" وتسمية دولة الكويت "مركزًا للعمل الإنساني" لجهود سموه المتميزة في العمل الإنساني الدولي . وأعرب سمو أمير دولة الكويت عن سروره بأن يتقدم لإخوانه القادة بأرفع آيات الشكر وعظيم الامتنان على هذا التكريم قائلا: "إن تكريم منظمة الأمم المتحدة لدولة الكويت ولنا إنما هو تكريم كذلك لكافة دول مجلس التعاونِ، قادة وشعوبًا، فأفراحنا ومشاعرنا ومسراتنا واحدة". مشيدا بالسجل الحافل المشرف والمشهود في مجال العمل الإنساني لدول مجلس التعاون وشعوبها كافة التي دأبت - منذ القدم وبما جبلوا عليه من حب الخير والإحسان - على تقديم المساعدات لكل محتاج وإغاثة المنكوبين جراء النزاعات والحروب والكوارث الطبيعية .
مشاركة :