أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن ثورة «30 يونيو 2013»، أوقفت موجة التطرف والفرقة في المنطقة، ووجهتها من مسار الشر والإقصاء والإرهاب لرحاب الأمن والتنمية والخير والسلام.وفي كلمته بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة، قال السيسي إن الشعب المصري قال كلمته بصوت هادرٍ ومسموع، لينحني العالم احتراماً لإرادته، ويتغير وجه المنطقة وتتغير وجهتها، من مسار الشر والإقصاء والإرهاب، لرحاب الأمن والتنمية والخير والسلام.وتابع السيسي: «في ذلك اليوم المشهود، انتفض ملايين المصريين، نساءً ورجالاً، شيوخاً وشباباً، ليعلنوا أنه لا مكان بينهم لمتآمرٍ أو خائن، وليؤكدوا أنهم لا يرتضون قِبْلَةً للعمل الوطني إلا الولاء لهذا الوطن، والانتماء إليه بالقول والفعل».وأضاف: «أوقف المصريون موجةَ التطرف والفرقة، التي كانت تكتسح المنطقة، والتي ظن البعض أنها سادت وانتصرت، ولكن كان لشعب مصر، كعادته عبر التاريخ، الكلمةُ الفَصْلْ والقول الأخير».وأوضح الرئيس المصري أن «السنوات العاصفة التي مرت بها مصر والمنطقة منذ عام 2011، أنتجت لنا ثلاثة تحديات رئيسية، كان كل منها كفيلاً بإنهاء أوطان وتشريد شعوب بأكملها، وهي تحديات: غياب الأمن والاستقرار السياسي، وانتشار الإرهاب والعنف المسلح، وانهيار الاقتصاد».وأكد السيسي أن مصر استكملت تثبيت أركان الدولة وإعادة بناء مؤسساتها الوطنية، من دستور وسلطة تنفيذية وتشريعية، ليشكلوا مع السلطة القضائية الشامخة، بنياناً مرصوصاً، واستقراراً سياسياً يترسخ يوماً بعد يوم.وعلى صعيد التصدي للإرهاب والعنف المسلح، قال السيسي: «نجح هذا الوطن الأبي، بطليعة أبنائه في القوات المسلحة والشرطة، وبدعم شعبي لا مثيل له، في محاصرة الإرهاب، ووقف انتشاره، وملاحقته أينما كان، ورغم الدعم الخارجي الكبير الذي تتلقاه جماعات الإرهاب، من تمويل، ومساندة سياسية وإعلامية، صمدت مصر وحدها، وقدمت التضحيات الغالية من دماء أبنائها الأبطال، واستطاعت وما زالت تواصل تحقيق النجاحات الكبيرة، وحماية شعبها بل والمنطقة والعالم كله».اقتصادياً، قال السيسي إن «الأوضاع الاقتصادية كانت قد بلغت من السوء مبلغاً خطيراً، حتى أن احتياطي مصر من النقد الأجنبي وصل في يونيو 2013 إلى أقل من 15 مليار دولار فقط، ووصل معدل النمو الاقتصادي وقتها لنحو 2 في المائة فقط، وهو أقل من معدل الزيادة السكانية، مما يعني أن حجم الاقتصاد المصري لم يكن ينمو وإنما كان يقل وينكمش»، مضيفا أن النتائج المتحققة من الإصلاح حتى الآن «تشير إلى أننا نسير على الطريق الصحيح، فقد ارتفع احتياطي مصر من النقد الأجنبي من نحو 15 مليار دولار ليصل إلى 44 مليار دولار حالياً، مسجلاً أعلى مستوى حققته مصر في تاريخها، كما ارتفع معدل النمو الاقتصادي من حدود 2 في المائة منذ خمس سنوات ليصل إلى 5.4 في المائة، ونستهدف مواصلة هذا النمو المتسارع ليصل خلال السنوات القليلة المقبلة إلى 7 في المائة ويتجاوزها، الأمر الذي من شأنه تغيير واقع الحياة في مصر بأكملها ووضعها على طريق انطلاق اقتصادي سريع يحقق ما نصبو إليه لوطننا الغالي».كما أكد السيسي في كلمته إلى الشعب المصري، أن طريق الإصلاح الحقيقي صعب وقاسٍ، وأنه يتسبب في كثير من المعاناة، ولكنه أضاف أيضا أن المعاناة الناتجة عن عدم الإصلاح، هي أكبر وأسوأ، بما لا يقاس، وأنه قد تم تأجيل الإصلاح كثيراً حتى أصبح حتمية لا اختياراً، وضرورة وليس ترفاً أو رفاهية.
مشاركة :