هل تشكِّل معالجة الحجاب الحاجز خطوة أساسية لتخفيف الألم المزمن في أسفل الظهر؟ بدأ الباحثون تحليلاتهم في هذا المجال وأجروا أول تجربة عيادية لاختبار مدى فاعلية بعض تقنيات تقويم العظام الخاصة التي تستهدف الحجاب الحاجز لتخفيف ألم أسفل الظهر المزمن. وفق «دراسة العبء العالمي للأمراض» في عام 2015، أصبح ألم الظهر راهناً أبرز سبب للإعاقة في معظم بلدان العالم. يُعتبر الألم مزمناً إذا دام أكثر من 12 أسبوعاً. بحسب «معاهد الصحة الوطنية»، يحتل ألم أسفل الظهر المزمن المرتبة الثالثة على لائحة الأمراض التي تفرض أكبر الأعباء في الولايات المتحدة، في معدل الوفيات أو تدهور الصحة نتيجة المرض. لا تنجح العلاجات غالباً. في بعض الحالات، يستمر الألم رغم الخضوع لجراحة أو تلقي أشكال أخرى من العلاج الطبي. لكن هل يمكن أن يصبح شكل محدد من تقويم العظام خياراً محورياً لتخفيف الألم المزمن في أسفل الظهر؟ قارن علماء من جامعة «كاردينال هيريرا» التابعة للجامعة الأوروبية المركزية في «فالنسيا»، إسبانيا، تقنيات تقويم العظام اليدوية التي تركز خصوصاً على الحجاب الحاجز بتقنيات لا تركز على هذه المنطقة. اعتُبرت النتائج التي توصّل إليها الباحثون واحدة من أفضل ثلاث دراسات طُرحت في المؤتمر الدولي لتقويم العظام الذي عُقد في مدريد في عام 2018. كان مارتي سالفادور من قسم العلاج الفيزيائي في الجامعة الأوروبية المركزية المشرف الرئيس على الدراسة. تقنيات لإجراء التجربة، استعان مارتي سالفادور وزملاؤه بـ66 مشاركاً يتراوح عمرهم بين 18 و60 عاماً، وكانوا مصابين بألم مزمن لكن غير محدد في أسفل الظهر منذ ثلاثة أشهر على الأقل. طُلِب عشوئياً من 33 مشاركاً أن يتلقوا علاجاً بتقويم العظام شمل تقنيات تركز على الحجاب الحاجز. في غضون ذلك، استفاد المشاركون المتبقون من العلاج نفسه بتقويم العظام لكن كان التدخل على مستوى الحجاب الحاجز مزيفاً هذه المرة. شمل العلاجان خمس جلسات تمتد على أربعة أسابيع. جرى تقييم مستوى ألم المشاركين وقلقهم، فضلاً عن حدّة اكتئابهم وميلهم إلى المبالغة في وصف ألمهم واقتناعهم بضرورة تجنّب الخوف، في بداية الدراسة ثم بعد 4 أسابيع ثم بعد 12 أسبوعاً. تحسُّن بارز ومهم عيادياً أسهمت هذه التدخلات في تسجيل تحسّن بارز في المجموعتين معاً. لكن لوحظ أكبر تحسّن في المجموعة التي تلقت العلاج الذي يستهدف الحجاب الحاجز. كشفت الدراسة الجديدة «تراجعاً بارزاً من الناحية الإحصائية» في مستوى الألم ضمن مجموعة التدخل مقارنةً بالمجموعة التي تلقت علاجاً مزيفاً. أسهمت التقنيات التي ركزت على الحجاب الحاجز في تسجيل «تحسّن بارز ومهم عيادياً على مستوى الألم والإعاقة» ورُصِدت هذه النتيجة خلال الأسبوع الرابع والشهر الثالث بعد التدخل. استنتج مارتي سالفادور وزملاؤه ما يلي: «تثبت نتائجنا أن اختيار تدخّل يستهدف عضلة الحجاب الحاجز بشكل خاص ضمن علاج تقويم العظام اليدوي يعطي منافع بارزة من الناحية العيادية مقارنةً بتطبيق شكل معزول من هذا العلاج الذي يُعتبر فاعلاً أصلاً مع المصابين بألم مزمن وغير محدد في أسفل الظهر».
مشاركة :