للأسبوع الثامن على التوالي تنتظر الفلسطينية منال أبو حسين، المقيمة في قطاع غزة، أن تمنحها قوات الاحتلال الإسرائيلي الإذن بالسفر حتى تتمكن من إنقاذ حياتها، وبدء علاجها في أحد مستشفيات الضفة الغربية، أو داخل مناطق الخط الأخضر، بعد أن فقدت الأمل في إمكانية الحصول على علاج لها في مستشفيات القطاع.وتعاني أبو حسين (51 عاما) من مرض السرطان، وتزيد معاناتها في ظل الإمكانيات الضئيلة المتوفرة في مستشفيات غزة، ونقص الأدوية التي يمكن أن تساهم في وقف المرض لحين الحصول على علاج طبي صحيح.تقول أبو حسين لـ«الشرق الأوسط»، إنها لا تزال تنتظر منذ أكثر من ستة أسابيع ردا إسرائيليا أوليا على السماح لها بالتوجه إلى أحد المستشفيات في الضفة الغربية، أو داخل الخط الأخضر في إسرائيل. مشيرة إلى أن هناك مصابين بالسرطان لم يسمح لهم بمغادرة القطاع لتلقي العلاج، رغم تقديمهم لطلب قبل نحو عام كامل، مما ساهم في تدهور حالتهم الصحية، خاصة في ظل عدم وجود أي إمكانية لعلاجهم في غزة بسبب نقص الأدوية، وعدم وجود أجهزة خاصة لعلاج ضحايا السرطان.ولم يكن وضع الطفلة لين أبو عون أفضل حالا من السيدة أبو حسين، حيث إن عائلتها لا تزال تنتظر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع فرصة للحصول على تحويلة طبية من السلطة الفلسطينية، تمكنها من الخروج من قطاع غزة لعلاج طفلتهم، البالغة من العمر 10 أعوام، والتي أصيبت بالسرطان منذ أقل من شهر.يقول والد الطفلة لين لـ«الشرق الأوسط» إن المسؤولين في لجنة التحويلات أبلغوه بأنهم ينتظرون موافقة الجانب الإسرائيلي من أجل منحهم التحويلة الطبية اللازمة لذلك. معربا عن مخاوفه من فقدانه لطفلته، التي فتك المرض بجسدها وأنهكه.وقال حقوقي فلسطيني يتابع قضايا حركة الأفراد عبر حاجز بيت حانون «إيرز» إن إسرائيل عادت لتشدد إجراءاتها الأمنية ضد المرضى الفلسطينيين، وتحرمهم من التوجه للعلاج في المستشفيات خارج القطاع.موضحا أن التشديدات الأمنية الإسرائيلية تؤخر علاج المرضى، وبخاصة مرضى السرطان الذين تحاول إسرائيل تعمد تأخير نقلهم للعلاج لأسباب أمنية واهية.وتأتي هذه المعاناة، مع استمرار التحذيرات التي يطلقها مختصون جراء نفاد الأدوية الخاصة بمرضى السرطان في غزة، حيث حذر طلحة بعلوشة، مدير صيدلية الدم والأورام في مستشفى الرنتيسي، من نفاد عقار «الميركابتوبيورين» الخاص بمرضى سرطان الدم. مبينا أن نفاده سيتسبب في كارثة صحية على حياة الأطفال المرضى، وسيعرضهم لخطر محدق وحدوث انتكاسات قد تتسبب في فشل العلاج، الذي يستمر عادة على مدار عامين لكل طفل.وناشد بعلوشة المسؤولين معالجة هذه الأزمة إنقاذا لهؤلاء المرضى الأطفال، مشيرا إلى أن ثمن العلاج في القطاع الخاص يصل إلى أربعة أضعاف ثمنه الحقيقي.من جانبه، ناشد محمد أبو سلمية مدير المستشفى ذاته، بتوفير عقار (Filgrastim) الذي يساعد في رفع مناعة مرضى السرطان. موضحا أن هذا العقار هو دواء أساسي لتنفيذ جرعات العلاج الكيماوي لمرضى السرطان.كما حذر من توقف أكثر من 70 في المائة من البروتوكولات العلاجية في أقسام الأورام، بما فيها مرضى أورام القولون، وأورام الغدد اللمفاوية، وأورام الثدي في قطاع غزة، مما يزيد حالة مرضى السرطان سوءا، وينذر بتدهور حالتهم الصحية.
مشاركة :