قالت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، إن حزب الحركة القومية التركي هو صانع الملوك، موضحة الدور المهم الذي لعبه تحالف هذا الحزب مع حزب العدالة والتنمية في فوز الأخير بالأغلبية. وأشارت الصحيفةـ في تقرير ترجمته "عاجل"ـ إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعترف بالفعل بالفضل للقوميين المتطرفين. وتابعت "في خطاب النصر، شكر الرئيس التركي زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي، وجميع أعضاء حزبه". ونقلت عن "نيجار جوكسل"، مديرة تركيا في مجموعة الأزمات الدولية، قولها "حزب الحركة القومية صانعو الملوك". وأضافت: "إن نجاح شراكة حزب العدالة والتنمية، برنامج يظهر أن الانصهار الإسلامي- الإسلامي ما زال حيًا في المجتمع التركي". وتابعت الصحيفة "قبل بضع سنوات فقط ، كان من غير المعقول أن يعمل حزب الحركة القومية وأردوغان معًا. في عام 2014، وصف السيد بهجلى خطط الزعيم التركي لتعزيز سلطاته بأنه حكم بالإعدام على الديمقراطية". ومضت تقول "في غضون ذلك، حدد أردوغان عقده الأول في السلطة من خلال ما أسماه (الديس على القومية)، دفع من أجل المزيد من الحقوق الثقافية الكردية، وأخذ المخاطرة السياسية الكبيرة بإطلاق عملية سلام مع حزب العمال الكردستاني" . وأكملت: "لكن على مدى السنوات الثلاث الماضية، كان الرئيس التركي في موقف مختلف. انهيار الهدنة مع حزب العمال الكردستاني في عام 2015 بعد انتخابات عامة غير حاسمة، وأعلن أردوغان أن القضية الكردية لا يمكن حلها إلا من خلال الوسائل العسكرية، وهو موقف صارم أعقبه نجاح الانتخابات". ومضت تقول "اليوم يتم إلقاء خطب السيد أردوغان بمزيج من الصور الإسلامية والقومية. لقد استغل الرئيس منحى قوميًا عميقًا يجتاح المجتمع التركي.. دعم الولايات المتحدة لعناصر حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا غذى الرأي السائد بأن القوى الأجنبية تعمل مع أعدائها الداخليين لتدمير الأمة التركية". ونقلت عن "أوموت أوزار"، الخبير في القومية التركية في جامعة إسطنبول التقنية، قوله "لدى أردوغان إيديولوجية قوية تستند إلى الإسلام والماضي العثماني؛ لكنه أيضًا براجماتي، تغير حلفاؤه ويريد البقاء في السلطة". وأشارت إلى أن عملهما معا أثبت أنه يحقق المنفعة للطرفين، فعندما واجه بهجلي، الذي تمسكت به قيادة حزب الحركة القومية منذ عام 1997، ثورة داخل الحزب بعد انتخابات 2015، تم سحقها بالمحاكم، ورأى متمردو الحركة هذه الخطوة باعتبارها عمل الرئيس التركي". وأضافت "في المقابل، أيد زعيم حزب الحركة القومية حلم أردوغان بإنشاء نظام رئاسي قوي. لقد قاموا بتحالف انتخابي رسمي في الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية والرئاسية". ومضت تقول "كان من المتوقع أن يؤدي الانشقاق في حزب الحركة القومية إلى اقتحام دعم الحزب؛ ولكن بدلا من ذلك، بقيت حصته من الأصوات ثابتة عند 11 %؛ ما منح تحالف حزب الحركة القومية- حزب العدالة والتنمية أغلبية برلمانية- ساعدت أردوغان على تجاوز عتبة السباق الرئاسي". وتابعت: "يقول المحللون إن تحالف حزب العدالة والتنمية الحاكم سيحد من فرص إجراء حوار جديد مع حزب العمال الكردستاني ويمكن أن يؤدي إلى مزيد من الحملات ضد المتشددين الأكراد في العراق وسوريا".
مشاركة :