لا تزال أصداء سقوط داعشي ألماني من أصل تونسي كان يخطط لضرب بلد أنجيلا ميركل عبر هجمات "بيولوجية" تهز أجهزة الأمن في برلين بعنف، وسط مخاوف أن يكون للمتهم أعوان آخرون "مستترون". وقطع مصدر أمني ألماني رفيع المستوى، السبت، في تصريحات خاصة لهيئة الإذاعة الألمانية، دويتشه فيله، بأن المتهم الموقوف ويدعى سيف الله، يعد ذئبًا منفردًا، وأنه لم يتم رصده داخل أي مسجد أو جمعية تابعة للتيارات السلفية في ألمانيا. وجهز سيف الدين لأكبر وأشرس هجوم إرهابي في أوروبا. ووفق هيئة الإذاعة الألمانية، كانت المخابرات الأمريكية (سي آي إيه)، قد سربت إلى السلطات الألمانية مطلع يونيو الجاري، معلومات تفيد بقيام سيف الله بشراء كميات كبيرة من بذور الخروع، التي تستخدم في إنتاج غاز "الريسين" السام عبر الإنترنت، وطلبه أيضًا أجهزة ومعدات تستخدم في صناعة القنابل. و بلغ عدد بذور الخروع التي صودرت في شقة "ذئب داعش" التونسي 3150، كما تم العثور على 84 جرامًا من سم "الريسين" نجح المتهم في إنتاجها بالفعل في شقته بمدينة كولون، ويكفي كل ميللجرام منه لقتل شخص بالغ، وذلك بخلاف العثور على 950 جرامًا من المواد المتفجرة وكمية كبيرة من مزيل طلاء الأظافر المستخدم في تصنيع المتفجرات "الأسيتون"، وقد صنع سيف الدين من بذور الخروع ما يكفي لإنتاج قنابل بيولوجية في عشرات العلب. و"الريسين" هو بروتين شديد السمية، يُستخرج من بذور نبات الخروع، وهو أكثر سمية من سم الكوبرا بمرتين، وأكثر سمية بـ25 ألف مرة من سم الستريكنين، الذي يستخدم بتركيز قليل في سموم القوارض، ولا يوجد لسم "الريسين" ترياق، ما يجعل منه عقارًا قاتلًا لا محالة. المثير أن سيف الله، كان وضع تحت رقابة دائرة حماية الدستور الألمانية (الاستخبارات الداخلية)، قبل عام، وسبق له أن حاول السفر مرتين للالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق وفشل في ذلك، كما لفت إليه الانتباه، فتقدم مواطنون ألمان ببلاغات تحذيرية بشأن تطرفه لأجهزة الأمن، بعد أن وضع تحت المراقبة قبلًا في بلده الأصلي تونس. ووفقًا للتصريحات الرسمية، فقد حصل سيف الله علي تعليمات عامة من الخارج بشأن تصنيع "قنبلة بيولوجية" من سم "الريسين"، وذلك من تنظيم "داعش" عبر الإنترنت، علمًا بأن التنظيم سبق وأن قدم إرشادات تفصيلية بشأن كيفية إنتاج "الريسين"، في كتيب، على الشبكة العنكبوتية.
مشاركة :