تواجه «صفقة القرن» الأميركية للسلام تحديات عدة تجعلها صعبة التطبيق، يبدو أن الجولة الأخيرة لمبعوثي الرئيس دونالد ترامب إلى المنطقة لم تذللها؛ ذلك أنه بالتوازي مع مقاطعة السلطة الفلسطينية الإدارة الأميركية، والرفض العربي الذي لقياه المبعوثان جاريد كوشنير وجايسون غرينبلات، تواجه الخطة تجاذباً داخل إسرائيل يتمثل في خلاف وزاري حاد على أحد بنودها، وهو التنازل عن مستوطنات محيطة بالقدس. وكشفت صحيفة «معاريف» العبرية أمس، أن هناك خلافاً بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والمجلس الوزاري المصغر الـ «كابينيت»، على تقديم تنازلات متعلقة بإخلاء مستوطنات، لإقناع الجانب الفلسطيني ببدء التفاوض على «صفقة القرن». وأفادت الصحيفة بأن نتانياهو يحاول تقديم تنازلات في المستوطنات غير القانونية شمال القدس المحتلة وشرقها، وهو ما يرفضه الـ «كابينيت»، علماً أن مناقشات كثيرة أجريت في هذا الإطار خلال العام الماضي، من دون جدوى. وأشارت إلى أن «صفقة القرن» هي خطة تعزى إلى نتانياهو أكثر من ترامب نفسه، وتدور حول إقامة دولة فلسطينية ناقصة، عاصمتها جزء من مدينة القدس، مع التنـازل عن بعض المنـاطق في المدينة، لكن مع سيطرة إسرائيلية على أجزاء كبيرة من الضفة الغربية وغور الأردن. وكانت صحيفة «يسرائيل هيوم» ذكرت أول من أمس، أن كوشنر وغرينبلات خفّضا مستوى توقعاتهما في شأن نجاح «صفقتهما»، بعد المشاورات التي أجرياها في المنطقة الأسبوع الماضي. ونقلت الصحيفة العبرية عن ثلاثة مسؤولين أميركيين على اطلاع بتصريحات للمبعوثين في هذا الصدد، أن سبب «الإحباط» الأميركي هو الإصرار الفلسطيني على مقاطعة الجولة، إضافة إلى رفض عربي للصفقة في شكلها الحالي، ما يستدعي إجراء تعديلات عليها ليس فقط من الناحية السياسية بل ما يتعلق بالوضع الاقتصادي؛ كما واجها رفضاً من القادة العرب لفرض الصفقة على القيادة الفلسطينية.
مشاركة :