رشح الكثيرون منتخب إسبانيا ليكون بطل مونديال 2018 ، لكن كل شيء تغير بعد إقالة مدربهم لوبيتيجي قبل ساعات من بداية البطولة، وحدوث الأزمة الشهيرة بين اتحاد اللعبة والمدير الفني الجديد لريال مدريد، ليتولى فرناندو هييرو المهمة، ويقدم الماتدور عروضا غير مقنعة في مرحلة المجموعات، بعد التعادل مرتين أمام البرتغال والمغرب، وفوز بشق الأنفس على حساب إيران، مع صعود مباشر في المركز الأول، بفارق الأهداف المسجلة فقط عن رفاق رونالدو. من الصعب الحكم على هييرو، لكن ما قدمه حتى الآن شيء غير مقنع، بسبب كثرة تغييراته في التشكيلة الأساسية، وعدم وجود خطة ثابتة للمنتخب، مع تأخر تبديلاته أثناء المباريات، ليظهر الفريق ضعيفا في الشق الجماعي، مع اعتماده على الفرديات بشكل واضح. تلعب إسبانيا دون أي توازن، نتيجة الاندفاع المبالغ في الهجوم، بتقدم الظهيرين وصعود لاعبي الوسط لنصف ملعب الخصم، لذلك يعاني الدفاع بشدة اثناء المرتدات، لقلة عدد اللاعبين بالخط الخلفي، بالإضافة لارتكاب أخطاء سهلة من جانب الثنائي بيكيه وراموس بالعمق. ومع ضعف الإسبان من دون الكرة، فإن حارسهم دي خيا يقدم مستوى غريب بالمونديال، لقلة تصدياته وغياب تركيزه واستقباله أهداف سهلة. يملك الماتدور أسماء بقيمة إنييستا، إيسكو، بوسكيتس، سليفا، وكوستا، لكن ينقص الفريق التوازن المطلوب، مع غياب همزة الوصل بين الدفاع والهجوم، بسبب اللعب بأكثر من خطة، من 4-2-3-1 إلى 4-3-3 مرورا بـ 4-1-4-1، لكن من دون لاعب الارتكاز المساند، لعدم الثقة في تياجو ألكانترا بشكل واضح، وانخفاض مستوى كوكي، وقلة مشاركات ساؤول نيجويز، ليعود إنييستا خطوات للخلف، من أجل نقل الهجمات تجاه الثلث الأخير. فرناندو نفسه تحت طائلة المسؤولية، بسبب تأخره في قراءة المباريات، والخوف من إجراء التعديلات السريعة عندما يتأخر في النتيجة. ورغم كل هذه السلبيات التكتيكية، إلا أن حامل لقب نسخة 2010 قادر على تجاوزها في القادم، شريطة الرهان على ثلاثية الوسط لضبط التحولات، مع استعادة الثقة بالتدريج، خصوصا أن القرعة وضعتهم في طريق سهل، بعيدا عن البرازيل وبقية المرشحين الكبار نحو النهائي
مشاركة :