صراحة وكالات: قال مصور من رويترز ومسعف فلسطيني إن وزيرا فلسطينيا توفي بعد وقت قصير من تعرضه للضرب على ايدي جنود إسرائيليين أثناء احتجاج في الضفة الغربية المحتلة يوم الأربعاء. ونقل زياد أبو عين وهو وزير بلا حقيبة في الخمسين من العمر بسرعة إلى سيارة اسعاف من مكان الاحتجاج في قرية ترمسعيا لكنه فارق الحياة في الطريق إلى مدينة رام الله القريبة. وكان أبو عين يشارك في احتجاج سرعان ما تحول لمشادة مع القوات الإسرائيلية. وأصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بيانا وصف فيه وفاة أبو عين بالعمل البربري الذي لا يمكن السكوت عليه أو القبول به. وأعلن عباس الحداد الوطني ثلاثة أيام وقال إنه سيتخذ الإجراءات الضرورية بعد تحقيق. وقالت متحدثة عسكرية ان الجيش الإسرائيلي ينظر في الواقعة لكنها لم تقدم مزيدا من المعلومات على الفور. وقال شهود إن نحو مئة ناشط فلسطيني وأجنبي تظاهروا مع هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وهي منظمة حكومية للاحتجاج كان يتولى أبو عين رئاستها وكانوا في طريقهم لزراعة أشجار وتنظيم احتجاج قرب مستوطنة إسرائيلية عندما تم ايقافهم عند حاجز تفتيش. وأطلق نحو 30 جنديا إسرائيليا الغاز المسيل للدموع باتجاه المحتجين واشتبكوا معهم. وقال مصور رويترز إن أبو عين تعرض للضرب في العنق أثناء مشادة مع جنديين ونقل سريعا إلى سيارة اسعاف بعد ذلك بوقت قصير. وقالت مصادر طبية فلسطينية انه تم ارسال جثمان ابو عين إلى المعهد الطبي العدلي في ابو ديس للتشريح. وقال بيان صدار عن مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله انه اجرى اتصالات هاتفيا بنظيره الاردني ووضعه في صورة الجريمة الاسرائيلية بحق الشهيد ابو عيان. وأضاف البيان أن الحمد الله طلب من نظيرة الاردني إرسال اطباء أردنيين لمشاركة الطواقم الطبية الفلسطينية في إجراءات تشريح جثامين الشهيد زياد ابو عين تمهيدا لعرض نتائج التشريح على الجهات الدولية المختصة. وقبل لحظات من وفاته قال ابو عين في تصريحات للصحفيين هذا إرهاب الاحتلال. هذا جيش إرهابي يمارس الإرهاب بحق الشعب الفلسطيني. وأضاف جئنا على ارضنا الفلسطينية لنزرع الشجر وهم يقومون بالاعتداء علينا من اول لحظة لا احد ضرب حجر ولا احد قام بالاعتداء.. هذا إرهاب. جيش الاحتلال يمارس القمع والارهاب بحق الشعب الفلسطيني. وتنحدر عائلة الوزير ابو عين من قرية دير طريف التي نزح أهلها عنها عام 1948 واصبحوا لاجئين في مناطق مختلفة. وتقلد ابو عين المولود عام 1959 عدة مناصب في السلطة الفلسطينية منذ تأسيسها منها وكيل وزارة شؤون الاسرى وانتهاء بمنصب رئيس هيئة مقاومة الاستيطان والجدار برتبة وزير. وكان ابو عين اعتقل اكثر من مرة لعدة سنوات في السجون الاسرائيلية. وتأججت التوترات بين الجانبين خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد مقتل عشرة إسرائيليين وزائرة أجنبية في هجمات شنها فلسطينيون. وقتل أكثر من 12 فلسطينيا خلال الفترة نفسها بينهم معظم المتهمين بشن الهجمات. وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن فلسطينيين أغلقوا المتاجر في مدينة رام الله احتجاجا على وفاة الوزير ورشق شبان بالحجارة جنودا إسرائيليين يحرسون مستوطنة يهودية خارج المدينة. ومن المقرر أن تعقد القيادة الفلسطينية اجتماعا لبحث تداعيات وفاة الوزير ابو عين.
مشاركة :