يعد الحسن بن الهيثم، أحد أهم العلماء العرب، الذين أسسوا للمنهج العلمي التجريبي، مثله مثل الجاحظ وابن سينا والرازي وابن النفيس، فابن الهيثم يعده الكثير من العلماء في الغرب والشرق عالم موسوعي بامتياز لكثرة اسهاماته العلمية في الرياضيات والبصريات والفيزياء وعلم الفلك والهندسة وطب العيون والفلسفة العلمية والعلوم بصفة عامة، القائمة على الملاحظة والتجربة العلمية ولابن الهيثم العديد من المؤلفات والمكتشفات العلمية التي أكدها العلم الحديث.ولد أبو علي الحسن بن الحسن بن الهيثم في الأول من يوليو 965م في مدينة البصرة وطاف بعض المدن العربية من بينها القاهرة ودمشق، وقد صحح ابن الهيثم بعض المفاهيم السائدة في ذلك الوقت اعتمادًا على نظريات أرسطو وبطليموس وإقليدس، فأثبت ابن الهيثم حقيقة أن الضوء يأتي من الأجسام إلى العين، وليس العكس كما كان الاعتقاد السائد آنذاك، وإليه ينسب مبادئ اختراع الكاميرا، وهو أول من شرّح العين تشريحًا كاملًا ووضح وظائف أعضائها، وهو أول من درس التأثيرات والعوامل النفسية للإبصار. كما أورد كتابه المناظر معادلة من الدرجة الرابعة حول انعكاس الضوء على المرايا الكروية، ما زالت تعرف باسم "مسألة ابن الهيثم".ويؤكد العلماء في العصر الحديث أن ابن الهيثم المؤسس الأول لعلم المناظير ومن رواد المنهج العلمي، وهو أيضًا من أوائل الفيزيائيين التجريبيين الذين تعاملوا مع نتائج الرصد والتجارب فقط في محاولة تفسيرها رياضيًا دون اللجوء لتجارب أخرى. وهو أول من أشار إلى ظاهرتي كسوف الشمس وخسوف القمر، وهو الذي أكد أن القمر يحصل على ضوئه من أشعة الشمس، ولا يستطيع أن يوفر الضوء بشكل ذاتي، فتمكن من الوصول إلى ظاهرة التظليل التي شرح طبيعتها، وكذلك اهتم ابن الهيثم بالبحث في فروع علم الهندسة اليونانية، وعلم الهندسة الجديدة التي طورها علماء الرياضيات المسلمين، وشملت هذه الفروع مبادئ الهندسة التي ألف فيها ابن الهيثم العديد من المؤلفات، وتطبيقات هندسة القطوع المخروطية، وهندسة اللامتناهيات التي كتب فيها مجموعة من الكتب وصل عددها إلى 12 كتابًا، ولم يظهر منها إلا 7 كتب.ومن بين آراء العلماء العرب في ابن الهيثم كان رأي توفيق الطويل الذي تضمنه كتابه" العرب والعلم في عصر الاسلام الذهبي ودراسات علمية أخرى" حيث يقول: "أما ابن الهيثم فكان عالما طبيعيا رياضيا، وقدر له أن يكون منشئ علم الضوء بلا منازع، إذ شملت دراساته دقة أوصاف العين وادراك الرؤية وتفسير ظاهرة الانكسار الجوي والرؤية المزدوجة".أما الدكتور عبد العظيم أنيس في كتابه "علماء وادباء ومفكرون" يقول: "ربما لم ينل عربي في مسيرة التاريخ ما ناله ابن الهيثم من تقدير لعبقريته العلمية والهندسية، وإذا كان العالم ما زال يذكر حتى اليوم فخر بحوثه الأصيلة، أعني كتابه المناظر في علم البصريات، وهو الكتاب الذي ظلت أوروبا تحاول استيعاب ما فيه ستة قرون، إلا انه لا ينبغي أن ننسى أن ابن الهيثم كان مهندسا كبيرا بمقاييس عصره".ومن بين علماء الغرب الذين اهتموا بابن الهيثم وعلومه "روزبول" الذي يقول في كتابه "المختصر في تاريخ الرياضيات"، ان ابن الهيثم قد برهن على نظريات كثيرة في علم الفزياء الحديث كانكسار الأشعة، مما أدى الى تقدم هذا العلم ووصوله إلى ما هو عليه الآن.وقام العلماء العرب والمسلمون ببناء حضارة عظيمة نفخر بها، وتعد اسهاماتهم العلمية من أهم الاسهامات العلمية التي أسست للحضارة الإنسانية الحديثة.
مشاركة :