عززت إسرائيل انتشار الدبابات والمدفعية على جبهة هضبة الجولان المحتلة، أمس، وحذرت القوات السورية من الاقتراب في إطار هجومها على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة على الجانب الآخر من الحدود. في حين تدخل الأردن لمحاولة الحد من العنف، ووقف موجة أخرى من النزوح عبر حدوده مع سورية، عبر التوسط لإجراء جولة جديدة من المحادثات بين المعارضة السورية وروسيا، الحليف الرئيس لحكومة دمشق، بهدف التوصل إلى هدنة في جنوب غرب سورية. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه دفع بتعزيزات من الدبابات والمدفعية إلى الجولان أمس «في ضوء التطورات في هضبة الجولان السورية». وأضاف أن إسرائيل ستلتزم بسياسة عدم التدخل. وتقول إسرائيل إنها تلتزم الحياد في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات، لكنها نفذت عشرات الضربات الجوية في سورية على ما وصفتها بأنها أهداف إيرانية، أو أهداف لميليشيات «حزب الله» اللبنانية، أو رداً على ما وصفتها بهجمات على قواتها في الجولان. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في كلمة أمام مجلس الوزراء، إن إسرائيل أحاطت روسيا والولايات المتحدة علماً بموقفها من التطورات في الجولان، مشيرة إلى اتفاق فض الاشتباك مع سورية بعد حرب 1973، الذي أقيمت بموجبه منطقة عازلة بينها وبين سورية، تقوم قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك بدوريات فيها. وأضاف «سنستمر في حماية حدودنا، وسنوفر المساعدات الإنسانية لأقصى حد ممكن. لن نسمح بدخول لأراضينا، وسنطالب بالتزام صارم باتفاقات فض الاشتباك الموقعة في عام 1974 مع الجيش السوري». وقال ضابط في الجيش الإسرائيلي، مسؤول عن جهود الإغاثة في الجولان، أمس، إن آلاف النازحين السوريين الذين فروا من القتال في درعا لجأوا إلى قرى ومخيمات أقامها موظفو إغاثة دوليون على الحدود. وأضاف الضابط «أتخيل (أنهم) يفترضون أن من المستبعد قصفهم. أتخيل أنهم لا يتوقعون أن يحدث لهم قرب الحدود مع إسرائيل ما حدث لهم في درعا أو حلب أو ضواحي دمشق». ولدى سؤاله عن الرد الإسرائيلي المحتمل إذا شن الجيش السوري ضربات قرب الحدود، وصف الضابط الإسرائيلي هذا السيناريو بأنه مستبعد. وقال «أعتقد أن قادتنا سيقيمون الوضع في مثل هذا الموقف، وسيقررون الرد المناسب». من جهته، تدخل الأردن لمحاولة الحد من العنف، ووقف موجة أخرى من النزوح عبر حدوده مع سورية، عبر التوسط لإجراء جولة جديدة من المحادثات بين المعارضة السورية وروسيا، الحليف الرئيس لحكومة دمشق، بهدف التوصل إلى هدنة. وفشلت المحادثات في مدينة بصرى الشام، السبت الماضي، مع استعادة القوات الحكومية السورية مزيداً من الأرض، وانهيار خطوط المعارضة في بعض المناطق، وقبول العديد من البلدات والقرى بسيادة الدولة بعد قصف مكثف. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حدة القتال والقصف تراجعت الليلة قبل الماضية، لكن القتال تجدد أمس حول مدينة طفس الواقعة شمال غرب مدينة درعا، مدعوماً بضربات جوية مكثفة. وانهارت محادثات السلام في مدينة بصرى الشام، بعد رفض قوات المعارضة شروط روسيا لاستسلامهم، لكن المعارضة قالت إنها استأنفت المحادثات برعاية أردنية. وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إن المملكة تبذل جهوداً دبلوماسية مكثفة مع كل أطراف الصراع، للمساعدة في التوصل لوقف إطلاق النار، بما يخفف من معاناة النازحين. وكان الصفدي قال على «تويتر» السبت «نتحرك في كل الاتجاهات ومع كل الأطراف لوقف النار وحماية المدنيين». وتجري محادثات بين روسيا، والفصائل المقاتلة حول مصير محافظة درعا، بعد أسبوعين من العمليات العسكرية، حسب ما أفاد المرصد السوري. وتشن القوات الحكومية منذ 19 يونيو، بدعم روسي، عملية عسكرية واسعة في محافظة درعا، مهد الحركة الاحتجاجية التي اندلعت ضد النظام السوري في منتصف مارس 2011، قبل أن تتحول إلى نزاع مسلح، بهدف استعادتها بالكامل. وأسفر القصف الجوي والمعارك الجارية في مدينة طفس الواقعة في شمال غرب المحافظة عن سقوط أربعة مقاتلين، بحسب مدير المرصد رامي عبدالرحمن. وفي مناطق أخرى من المحافظة «لايزال وقف إطلاق النار سارياً من أجل تسهيل عملية المفاوضات الجارية» بين روسيا وممثلين عن الفصائل المقاتلة ووجهاء من المنطقة، وفق عبدالرحمن. وتتناول المحادثات «تسليم جميع الفصائل سلاحها الثقيل والمتوسط»، و«نشر قوات النظام على معبر نصيب الحدودي (مع الأردن)، ونشر عناصر من الشرطة العسكرية الروسية والأمن الداخلي السوري في البلدات» التي لاتزال تحت سيطرة الفصائل المقاتلة.
مشاركة :