معرض الزهور يطرد رائحة البارود من دمشق

  • 7/2/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دمشق – بعد توقف دام 8 سنوات بسبب الظروف والأوضاع التي عمت أرجاء البلاد، يعود “معرض الزهور الدولي” مجددا في دورته التاسعة والثلاثين إلى حديقة تشرين وسط دمشق. وعلى الرغم من الحضور القليل مقارنة بالمعارض السابقة، إلا أن العائلات السورية تواصل التوافد لتتمتع برؤية أصناف نباتات الزينة والأشجار المعمرة التي تبعث مشاعر الفرح. الزائرون وجدوا في المعرض الذي انطلق يوم 27 يونيو ويستمر شهرا كاملا، المكان الأجمل لالتقاط الصور التذكارية في أجواء من البهجة. ويقف الزائرون أمام المشاتل الزراعية المشاركة لالتقاط الصور التذكارية، في حين تقف عائلات أخرى تتأمل أشكال الأزهار ونباتات الزينة التي ستأخذها معها إلى منازلها لتزين شرفات بيوتها وصالوناتها وتتمتع بمناظرها الجميلة. ويتضمن المعرض 44 جناحا للمشاتل المحلية، تشمل نباتات الزينة ومستلزمات الإنتاج المتعلقة بالزهور وتنسيق الحدائق ومنتجات العسل والوردة الشامية والنباتات الطبية والعطرية. تقول إيمان هويدي لوكالة الأنباء السورية (سانا)، بعد أن التقطت صورة تذكارية من هاتفها الذكي مع صديقات لها في أحد الأجنحة، “نتمنى أن يتواصل المعرض على مدار السنة لما فيه من جمال يسر العين والقلب حيث أعاد الفرح إلى النفوس والضحكة إلى الوجوه صغارا وكبارا”. وتعبر الشابة أنعام، العائدة منذ فترة قصيرة إلى سوريا لتقضي الصيف بدمشق، عن إعجابها بالمعرض لافتة إلى أن “التنسيق والألوان يشجعان على الحضور”. ويتزامن المعرض مع انطلاق نهائيات كأس العالم المقامة حاليا في روسيا، إذ تتجه الأنظار إلى منافسات البطولة وتمتلئ المقاهي بمتابعي الحدث الكروي الأبرز في العالم، لكن العديد من الناس يزورون المعرض بشكل سنوي لإحياء تقاليد عاشوها خلال سنوات سبقت الحرب وليزرعوا في نفوس أطفالهم حب الجمال، حيث يصفه محمد شحادة الذي قدم مع زوجته وأطفاله إلى المعرض بأنه “جميل جدا”، فيما تقول زوجته إنها كانت من زوار المعرض وتتمتع برؤية الأزهار التي تحبها؛ “الجوري والياسمين والغاردينيا”، وإنها تفكر مع ابنتها في تعزيز حديقة منزلهم من خلال شراء مجموعة من النباتات. عودة المعرض بعد هذه السنوات الطويلة لم تعد معها كل أنواع الزهور التي كانت موجودة قبل توقف المعرض، لكن أصحاب مشاتل زراعية وشركات واظبوا سابقا على المشاركة في المعرض عادوا مجددا بحماس، فعملوا على جذب الزوار بتصاميم أجنحتهم القائمة على التنسيق وتنوع الأزهار والنباتات. يشير طارق زيدان إلى أن مشاركته في المعرض تركزت على تخصيص حيز للنباتات المعمرة التي تعيش في ظروف مختلفة مستذكرا مشاركته السابقة بقوله، “كنا نشارك بقوة في معرض الزهور قبل الحرب.. عدنا للمشاركة من جديد وعاد المعرض بإقبال يعكس حب الشعب السوري للحياة والجمال والفرح”. حفلات فنية طوال أيام المعرضحفلات فنية طوال أيام المعرض تعيد الحياة للشوارع يحيى طحويص، صاحب أحد الأجنحة، يعود للمشاركة مجددا في المعرض، ويقول “ركزنا على تنسيق الألوان والتنويع بين النباتات كبيرة الحجم والصغيرة مع الحرص على تقديم النصائح للزبائن حول الظروف المثلى لنمو النباتات والاهتمام بها لتعيش أطول فترة ممكنة”. ويقول الزائر عبدالشيخ يوسف الذي قدم مع أطفاله وزوجته، “أكثر ما لفت انتباهي هو ترتيب وتنسيق الألوان، وهو مشهد افتقدناه منذ سنوات حيث لم نستمتع برؤية هذا الكم من الأزهار في أجواء عائلية”، مستعيدا ذكريات معرض الزهور في سنوات ما قبل الحرب وما كان يستقطبه من مشاركات دولية في ذلك الحين دون أن يقلل ذلك، كما يقول، من أهمية المعرض الحالي وجماليته. يذكر أن المشاركات الأجنبية في هذه الدورة كانت ضعيفة على عكس توقعات المشرفين على المعرض، حيث اقتصر الحضور على بلغاريا والعراق، وحضرت شركات من السودان ووزارة السياحة اللبنانية ووزارة الزراعة الإندونيسية وجمعية فلاحة البساتين السودانية وجمعيات أردنية وشركات إيطالية وتركية في آخر دورة أقيمت قبل الحرب. سوريات يحملن بين أيديهن النباتات والأزهار من المعرض، مؤكدات أن المعرض يشكل فرصة للتعرف على الأنواع الجديدة من الورود التي يستطعن تزيين منازلهن بها، لكن ذلك لا يعكس الاقبال الضعيف على الشراء، فالغلاء الذي شهدته البلاد في السنوات الأخيرة وضعف دخل الموظف السوري في مؤسسات الدولة الذي يبلغ 35 ألف ليرة، جعلا العائلات السورية لا تفكر إلا في توفير الضروريات، خاصة وأن متوسط إنفاقها في الشهر، وفق المكتب المركزي للإحصاء، يصل إلى 200 ألف ليرة(الدولار يساوي حوالي 450 ليرة). أم محمد التي اختارت أن تشتري زهرة بلون بنفسجي تقول إن ما أعجبها هو تنسيق الزهور وتعدد الألوان وأنواع النباتات، وتضيف “فرحنا بعودة المعرض وإعادة ذكرياتنا.. لأن الشام هي أرض الورد”. وكان عيسى دريكيش من المشاركين الدائمين في معرض الزهور، وبعد توقفه في عام 2010 يعبر عن فرحته ويرى أن أهم ما يميزه هو “عودته بحد ذاتها لأن الجميع كان ينتظر هذا الحدث السنوي الجميل”، ولا يتوانى عيسى، الذي ضم جناحه بشكل كبير نباتات الصالون مثل “الكروتون واليوغا وشفليرة وتليفونة”، في أن يقدم المعلومات للزبائن عن كيفية العناية بنباتات الظل لأنه كما يقول “الخدمة بشكل غير صحيح تؤدي إلى تلف النبات”. وتشارك ضمن فعاليات المعرض مجموعة من المطاعم السورية من خلال تقديم خدمات الإطعام للزوار ضمن “شارع المأكولات” الذي تمت إقامته، إضافة إلى عدة حفلات فنية طوال أيام المعرض الذي تستمر فعالياته إلى غاية 26 يوليو القادم. ورغم أن الزوار استمتعوا بالعروض الفنية التي عوضت صوت الرصاص وبعثت فيهم أملا بالحياة، فإن البعض الآخر سخر من تسمية شارع المأكولات بسبب سوء الأحوال المعيشية للشعب في سوريا ودفع كلفة الدخول إلى المعرض البالغة 200 ليرة سورية، ودفع 500 ليرة لدخول شارع المأكولات فقط، عدا عن ارتفاع ثمن الوجبات.

مشاركة :