رمت الولايات المتحدة بكل ثقلها وسعت بكل ما أوتيت منذ فترة طويلة، لمنع بناء خط أنابيب الغاز "السيل الشمالي-2" بين روسيا وألمانيا، ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل حتى الآن على الأقل. وكتبت صحيفة "دي فيلت" الألمانية اليوم تقول: حتى أقوى سلاح للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المتمثل بسيف العقوبات ضد شركائه في الاتحاد الأوروبي، لا يضمن هدف واشنطن، في عرقلة بناء خط أنابيب الغاز "السيل الشمالي-2". وتساءل المشاركون في المؤتمر العالمي للغاز الذي عقد الأسبوع الماضي في واشنطن عن المدى الذي يمكن أن يذهب إليه الرئيس الأمريكي الذي لا يمكن التنبؤ بسلوكه لمنع تنفيذ المشروع. واعتبرت دي فيلت أن سياسة ترامب الخارجية في قطاع الطاقة لم تسفر عن نتائج حتى الآن. إذ أيدت ألمانيا بناء "السيل الشمالي-2"، ووافقت السويد وفنلندا على بنائه. وعلاوة على ذلك ، فقد تم بالفعل تحضير الجزء الأول من خط أنابيب الغاز على طول قاع بحر البلطيق. وتعتقد الصحيفة، أن الفرصة الأخيرة المتاحة لترامب هي فرض عقوبات اقتصادية على 5 شركات طاقة غربية تمتلك حصة في مشروع غازبروم العملاق، لكن رغم ذلك، فلا أحد يضمن نجاح هذه العقوبات في تحقيق أهدافها. وقال المدير المالي للمشروع بول كوركوران: "يضمن المشروع الحصول على تمويل، وهو أمر مهم بالنسبة لشركة غازبروم، كما أن السيولة الروسية في اليورو مرتفعة الآن... العقوبات الاقتصادية ضد روسيا قد تؤدي إلى المزيد من الخيارات لتمويل السيل الشمالي-2". وهكذا، حتى العقوبات لن تساعد ترامب في منع بناء خط أنابيب الغاز بين روسيا وألمانيا. بل على العكس، ستساهم في تنفيذ المشروع، لا سيما وأن النزاع التجاري الذي اندلع مؤخراً مع الولايات المتحدة أثار غضب الأوروبيين بالفعل، حسبما تعتقد دي فيلت. يتضمن مشروع نورد ستريم -2 ، بناء خطين لأنابيب الغاز بطاقة إجمالية تبلغ 55 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً من الساحل الروسي عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا.. ومن المخطط بناء خط أنابيب جديد بجوار "تيار الشمال" الحالي. وعبّرت "غازبروم" مرارا وتكرارا عن استعدادها للإبقاء على ترانزيت الغاز عبر أوكرانيا بعد عام 2019، إذا أثبتت كييف الجدوى الاقتصادية لعقد الترانزيت. وتطالب الولايات المتحدة حلفاءها من الدول الأوروبية بالتوقف عن المشاركة في مشروع "السيل الشمالي-2" وتهدد بفرض عقوبات على أولئك الذين لا يمتثلون لمطالبها. وفي مقابل الاستغناء عن الغاز الروسي، تروج الولايات المتحدة للغاز الطبيعي المسال الذي تنتجه وتعرض بناء محطات لإعادة تحويل الغاز في أوروبا. المصدر: نوفوستي
مشاركة :