قال سعادة السيد لي تشن سفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة قطر، إن عدد السائحين الصينيين الذين وفدوا إلى الدوحة خلال العام الماضي 2017، بلغ نحو 45 ألف سائح بزيادة قدرها 26 بالمئة، مقارنة بالعام الذي قبله، فيما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 10 مليارات ريال العام الماضي، مسجلا نموا بنسبة 35 بالمئة مقارنة بالعام الذي قبله. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده السفير الصيني اليوم، في إطار استعداد سفارة بلاده بالدوحة للاحتفال بعد غد الأربعاء، بمرور 30 عاما على تأسيس العلاقات القطرية الصينية. وأشار تشن، إلى توقعات بزيادة أعداد السائحين الصينيين إلى الدوحة في ظل الجهود الفاعلة التي بذلتها الهيئة العامة للسياحة لجذبهم عبر افتتاح مكاتب للترويج السياحي في بلاده، فضلا عن إعفاء دولة قطر مؤخرا الصينيين ضمن مواطني 80 دولة، من التأشيرة المسبقة لدخول البلاد. ونبه في مؤشر آخر بنيت عليه هذه التوقعات، إلى أن عدد السائحين الصينيين في الخارج بلغ 140 مليون سائح العام الماضي، معربا عن أمله في استحواذ الدوحة على حصة أكبر من هذا العدد خلال السنوات المقبلة. وأشاد سعادته بالإصلاحات الاقتصادية والقوانين الاستثمارية التي اعتمدتها الدوحة في الفترة الأخيرة، بما في ذلك السماح للمستثمرين الأجانب بالتملك بنسبة 100 بالمئة في معظم القطاعات الاقتصادية، وغير ذلك من إجراءات من شأنها تعزيز تدفق الاستثمارات وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين. وأوضح أن الصين التي تعد رابع شريك تجاري لقطر هي المستورد الثاني عالميا للغاز الطبيعي القطري المسال، مؤكدا أن التعاون بين البلدين في مجال الطاقة يسير بشكل طبيعي، وأن قطر مورد للطاقة موثوق به على مستوى العالم، مستبعدا وجود أي تأثير للأزمة الخليجية على العلاقات التجارية بين البلدين، "بل هناك اهتمام متزايد من الشركات والبنوك الصينية لإيجاد فرص في السوق القطرية، للانضمام إلى أكثر من 20 شركة صينية كبرى تعمل في قطر." وقال إن السفارة الصينية ستنظم على مدى يومين فعاليات احتفالية بمناسبة مرور 30 عاما على تأسيس العلاقات القطرية الصينية، الذي يصادف يوم التاسع من شهر يوليو الجاري، من بينها حفل ينظم بعد غد الأربعاء، على أن يتبعه نشاط ثقافي لفرقة صينية في كتارا في الخميس الموالي. وأشار سعادة السفير الصيني إلى أن العلاقات الصينية القطرية التي بدأت في العام 1988، باتت أكثر نضوجا وقوة وحققت العديد من المصالح للطرفين، مبينا أن التعاون بين البلدين خلال الـ 30 عاما مكن من دخولها، مرحلة جديدة من التكامل وتعزيز المنافع المشتركة في مجالات الاقتصاد والثقافة والسياحة وغيرها من ميادين ستمضي بالعلاقات نحو آفاق مستقبلية واعدة. ونبه إلى أن العلاقات بين الشعبين الصديقين ضاربة في أعماق التاريخ وتعود لأكثر من 1300 عام، منذ أن كانت الرحلات البحرية تأتي من الصين إلى منطقة شبه الجزيرة العربية، وهي علاقات استمرت وتطورت مع تأسيس العلاقات الدبلوماسية عام 1988 لتدخل إلى مرحلة جديدة من التطور على كافة الاصعدة. وأكد سعادة السيد لي تشن سفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة قطر، أن العلاقات القطرية الصينية تشهد نموا متصاعدا في المجالات السياسية والاقتصادية والدفاعية والأمنية والثقافية والرياضية والتعليمية، بالإضافة إلى التعاون في مجالات الطاقة والمال والصناعة والأمن والدفاع، منوها بالتعاون الامني بين البلدين وارتباطهما باتفاقية مشتركة لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب، وما يجمعهما من تفهم وثقة ودعم سياسي متبادل على مستوى المحافل الدولية. وأضاف أن مستويات ومجالات التعاون بين البلدين تزداد سعة وقوة سنة بعد أخرى، منوها بتعاون قطر والصين في إقامة محطة توليد للكهرباء في باكستان باستثمارات تقدر بملياري دولار، وهو مشروع يتم مناصفة بين شركات قطرية وأخرى صينية. ونوه سعادة السفير الصيني فيما يتعلق بمبادرة الحزام والطريق الصينية، بالدعم الذي تقدمه قطر في هذا المجال باعتبارها مساهما مهما في المبادرة وعضوا مؤسسا لممولها الرئيس، بنك الاستثمار الآسيوي، مشددا على أن هذه المبادرة ستلعب دورا بارزا في تعزيز العلاقات بين البلدين، انطلاقا من تماشيها مع توجهات الدوحة نحو سياسات التنويع الاقتصادي وتطوير قطاعي الصناعة والخدمات، في الوقت الذي ستخدم فيه مبادرة الحزام والطريق، مصالح التجارة الدولية لقيامها على مبدأ التشاور وتحقيق المنفعة المشتركة للجميع. وحول موقف بلاده من الحصار المفروض على قطر، قال سعادة السفير الصيني، إن بلاده أعلنت منذ اللحظة الاولى للأزمة دعمها للوساطة الكويتية واطلاق حوار بين كافة الدول الشقيقة، مؤكدا أن بكين التي تربطها علاقات جيدة مع جميع الأطراف مهتمة بإنهاء الأزمة بين الأشقاء الخليجيين. وأضاف في هذا السياق، أن "قطر تعاملت مع الأزمة بسياسة ضبط النفس وبشكل متزن وتجنبت التصعيد والانفعال وأبدت الاستعداد لحلها عبر الحوار".. مشيدا في هذا السياق بالقرارات التي اتخذتها الدوحة لمواجهة نقص السلع الغذائية خاصة في الايام الأولى لها.;
مشاركة :