أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، أن الرئيس دونالد ترامب لا يسعى الى تقديم تنازلات لموسكو في السياسة الخارجية خلال القمة المرتقبة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين منتصف الشهر الجاري في هلسنكي. وتعليقاً على تقارير عن امكانية أن يقدم ترامب تنازلاً بشأن أوكرانيا وأنه ألمح أمام قادة «دول السبع الكبرى» أثناء قمتهم الاخيرة في كندا بأنه يعتبر القرم روسيّة، قال بولتون إن هناك معلومات مبالغا فيها، مشددا على أن ترامب أيد خلال القمة إعادة روسيا إلى «مجموعة الثماني». وكان الرئيس الأميركي رد على سؤال للصحافيين حول إمكانية الاعتراف بانضمام القرم إلى روسيا في كندا بالقول: «سنرى». وأعرب بولتون عن اعتقاده بأن روسيا والولايات المتحدة قد تحققان تقدما ما في العلاقات في أعقاب القمة التي ستعقد يوم 16 يوليو، ولكنه لا ينتظر «إنجازات جذرية» في العلاقات بين البلدين. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي إنه بحث قضية المخاوف من التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية مع الرئيس الروسي الذي أكد أن حكومته لم تتدخل. بدوره، قال جون سوليفان، نائب وزير الخارجية الأميركية، إن هناك هدفا وعددا من القضايا لترامب من لقاء نظيره الروسي، وقال: «الرئيس ترامب أوضح منذ البداية أنه يهدف إلى الانخراط أكثر مع روسيا ومع الرئيس فلاديمير بوتين، لمناقشة عدد من الملفات المهمة مثل سورية وشرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم وتجارة الأسلحة وغيرها من القضايا التي نريد الانخراط بها ونقوم بذلك مع الروس». وتابع قائلا: «للأسف لم نكن ناجحين في الانخراط مع روسيا بالشكل المنشود خلال السنة والنصف الأولى من إدارة الرئيس ترامب، ولكن هذا لا يعني أننا سنتوقف عن المحاولة، وهذا أيضا لا يعني أننا سنسلم مبادئنا، نحن ملتزمون في قضايا مثل أوكرانيا والإصلاحات فيها». وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، امس إن «انتماء القرم أمر لا لبس فيه»، مشيرا إلى أن هذه المسألة ليست في جدول أعمال قموة بوتين وترامب. وقال بيسكوف: «الرئيس الروسي أكد وأوضح لمحاوريه مرارا، أن مسألة شبه جزيرة القرم لا يمكن أن تكون ضمن جدول الأعمال، ولن تناقش أبدا لأن القرم جزء لا يتجزأ من روسيا». وأضاف: «جميع المسائل الأخرى هي قضايا توافق، قضايا قابلة للنقاش والبحث عن نقاط الاتصال. لقد أكد الرئيس دائما استعداده وروسيا للحوار والبحث عن الحلول الوسط». وسيكون القبول بعدم اعادة القرم للسيادة الاوكرانية تنازلا كبيرا لروسيا، التي تتعرض لعقوبات تجارية دولية مرهقة بسبب ذلك. في مطلع 2014 وإثر غرق مناطق في اوكرانيا في فوضى في اعقاب انتفاضة شعبية في كييف ادت لاطاحة الرئيس الموالي لروسيا، قام عناصر من القوات الروسية بلباس عسكري دون شارات بالسيطرة على القرم. ونظم استفتاء في المنطقة التي تسكنها غالبية من الناطقين بالروسية، وفي 18 مارس 2014 قامت موسكو بضمها رسميا لروسيا الاتحادية. واوكرانيا التي تواجه ايضا تمردا مدعوما من روسيا في حوض الدونباس، عارضت بشدة خرق سيادتها ولقيت دعما كبيرا من الغرب. ووافق ترامب على مضض على ارسال صواريخ اميركية مضادة للدبابات لدعم القوات الاوكرانية، فيما يصر مسؤولون أميركيون كبار على ابقاء العقوبات حتى تتراجع موسكو.
مشاركة :