أدرجت لجنة التراث العالمي خلال اجتماعها في المنامة برئاسة الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة أمس موقعًا مختلطًا – طبيعيًا وثقافيًا - من المكسيك، وثلاثة مواقع طبيعية من جنوب إفريقيا والصين وفرنسا في قائمة التراث العالمي، فيما فشلت إيران في اقناع اللجنة بإدراج موقع إحدى المحميات على القائمة، حيث قررت اللجنة إرجاء مناقشة هذا الملف إلى العام القادم. واشتملت قائمة المواقع الجديدة التي وافقت اللجنة على إدراجها في قائمة التراث العالمي أمس، أولا الموقع المختلط «وادي تهوكان –سويكاتلان» موطن أصلي في منطقة وسط أمريكا (المكسيك)، حيث يعدّ وادي تهوكان-سويكاتلان، الواقع في منطقة وسط أمريكا، المنطقة القاحلة وشبه القاحلة الأكثر غنى بالتنوع البيولوجي في أمريكا الشمالية. ويعدّ هذا الموقع، الذي يتألف من ثلاثة عناصر، هي: زابوتيتلان - سويكاتلاتن، وسان جوان رايا، وبورون، أحد المراكز الرئيسية لأصناف متنوعة من عائلة الصبار المعرضة لتهديد كبير على الصعيد العالمي. ويعد الوادي على وجه التحديد موطنًا لغابات الصبار العمودية الأكثر كثافة على وجه الأرض، والتي تشكّل منظرًا فريدًا يتألف أيضًا من الصبار ونبات اليوكا وأشجار البلوط. وتكشف الآثار عملية تطور تقني يجسّد التوطين المبكر للنباتات. ويمثّل الوادي نظامًا استثنائيًا لإدارة المياه من خلال القنوات والآبار والممرات المائية والسدود التي تعدّ أقدم المنشآت المائية في القارة، وقد ساعدت على استقرار المجتمعات التي تعيش على الزراعة. أما بشأن المواقع الطبيعية، فقد تم إدراج جبال باربيرتون ماكونيا (جنوب إفريقيا) التي تقع في شمال شرق جنوب إفريقيا، وتشمل 40% من مساحة حزام الحجر الأخضر في باربرتون، الذي يعد أحد أقدم التركيبات الجيولوجية في العالم، وتمثّل جبال باربيرتون ماكونيا سلسلة الصخور البركانية والرسوبية التي ما زالت قائمة في أفضل حال منذ 3.5-3.6 مليار سنة، إذ تكوّنت عندما بدأت القارات الأولى بالتشكل على اليابسة الأصلية. ونجد في الموقع ثغرات ناتجة عن سقوط النيازك، إذ تشكلت مباشرة بعد انتهاء فترة «القصف الشديد القمري» (قبل 4.6 – 3.8 مليار عام) وبقيت على وجه الخصوص في حالة جيدة. وكذلك تم إدراج جبل فإن جينغ شان (الصين) الموجود في سلسلة جبال فولينغ في مقاطعة قويتشو (جنوب غرب الصين)، ويبلغ ارتفاعه ما يتراوح بين 2570 و500 متر فوق مستوى سطح البحر، الأمر الذي يعزز تنوع الأصناف النباتية والتضاريس الجغرافية الموجودة في المنطقة. إذ يعدّ الموقع جزيرة من الصخور المتحولة في محيط كارستي، وما زال يحتوي حتى يومنا هذا على أنواع عديدة من الحيوانات والنباتات التي يعود أصلها إلى الفترة الجيولوجية للعصر الثالث أي ما بين 65 مليون على 2 مليون سنة مضت. وقد شجع وجوده في منطقة منعزلة على إيجاد درجة عالية من التنوع البيولوجي المتجسّد في مجموعة من الأصناف المستوطنة، ومنها مثلاً: شجرة فإن جينغ شان، وفصيلة القردة الصفر الذهبية في مقاطعة قويتشو، بالإضافة إلى الأصناف المهددة، ومنها مثلاً: السمندل العملاق في الصين والأيائل المسكية الصغيرة. كما يحتوي الموقع على غابة الزان الأولية القديمة التي تعدّ الأكبر والأوسع في المنطقة شبه المدارية. ووافقت اللجنة على إدراج الموقع التكتوني الأعلى لسلسلة الجبال البركانية «شين دي بوي» – وادي «فاي دو ليماين» (فرنسا) الذي يضم وادي «فاي دو ليماين» وسلسلة الجبال البركانية «لا شين دي بوي» والتضاريس المقلوبة في جبل «لا سير». ويعد الموقع معلمًا رمزيًا لصدع غرب أوروبا الذي تكوّن في القاعدة الأساسية لبنية جبال الألب منذ 35 مليون عام. وتبيّن الخصائص الجيولوجية للموقع كيف تشقّقت القشرة القارية قبل أن تنهار، الأمر الذي أدى إلى صعود الحمم البركانية المنصهرة في باطن الأرض نحو السطح مؤدية إلى ارتفاع مستوى السطح. ويبيّن الموقع بطريقة استثنائية ظاهرة الانجراف القاري التي تعدّ واحدة من الخطوات الخمس الرئيسية لتكونيات الصفائح. وكذلك تم إدراج امتداد الموقع الطبيعي، وهو وادي نهر بكن (امتداد لموقع «سلسلة جبال سيخوت ألين الوسطى») (الاتحاد الروسي)، حيث تم إدراج وادي نهر بكن ليكون امتدادًا لموقع سلسلة جبال سيخوت ألين الوسطى الذي أدرج في قائمة التراث العالمي في عام 2001. ويقع الوادي على بعد مئات الكيلومترات شمال الموقع القائم. ويمثّل الامتداد مساحة 1160469 هكتارا، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف مساحة الموقع القائم. ويضم غابات الصنوبر المظلمة جنوب أوخوستوك وغابات الصنوبر وغابات الأشجار عريضة الأوراق شرق آسيا. وتضم الثروة الحيوانية في الموقع بعض أنواع التايغا وأصنافًا تتميز بها منطقة جنوب مانشوريا. ويضم أيضًا أنواع ثدييات مميزة مثل نمر الحب والأيل المسكي وحيوانات الشره والسمور. من جهة ثانية فشلت إيران في اقناع لجنة التراث العالمي على إدراج موقع رأس بران وطالبت الهيئات الاستشارية بسحب ملف ترشيح الموقع لأنه يحتاج إلى تعديلات تثبت القيمة الاستثنائية العالمية للموقع أو كذلك خطة العمل للازمة لصونه. وتدخلت بعض الدول لتعديل التوصية ليتم إرجاء النظر في الملف الإيراني إلى الدورة القادمة مع تأكيد أهمية أن تقوم الدولة الطرف بما يلزم لإثبات أهمية هذا الموقع كتراث إنساني، مشترطين زيارة وفود من الخبراء الدوليين إلى الموقع لتوفير تبرير فني واضح بشأن القيمة الاستثنائية العالمية والسلامة. وعلق مندوب إيران بأن بلاده تؤمن بأن هذا الموقع الطبيعي يتحلى بالقيمة الاستثنائية وستواصل جهودها لإعادة تقديم الملف إلى اللجنة مرة أخرى.
مشاركة :