هل مضى الزمن على أسلوب «تيكي تاكا» الإسباني؟

  • 7/3/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أسلوب مضى عليه الزمن، أم يحتاج فقط إلى ضخ دم جديد؟ وقعت إسبانيا مرة أخرى أسيرة التزامها المطلق بالأسلوب الذي قادها إلى فرض هيمنتها على الساحتين القارية والعالمية وإحراز ألقاب كأس أوروبا 2008 و2012 وكأس العالم 2010.التزام المنتخب الإسباني بأسلوب لعبه المرتكز على احتكار الكرة وتمريرها حتى الملل، تسبب بتنازله عن لقبيه العالمي عام 2014 بخروجه من الدور الأول، وكأس أوروبا 2016 بخروجه من الدور ثمن النهائي، وبعدما أفلتوا من الفخ وتجنبوا الخروج من الدور الأول لكأس العالم للمرة الثانية توالياً، اعتقد الإسبان أن الطريق أصبح ممهداً أمامهم للذهاب بعيداً في مونديال روسيا 2018، لكنهم سقطوا مجدداً في فخ الالتزام بأسلوبهم وبصلابة منتخب روسي عرف كيف يجرّهم إلى ركلات الترجيح (انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل 1 – 1).عرف أصحاب الضيافة كيف يتعاملون مع أسلوب الـ«تيكي تاكا» الذي اشتهر به برشلونة وممرره إلى المنتخب الوطني منذ حقبة المدرب الراحل لويس أراغونيس الذي قادهم إلى لقب كأس أوروبا 2008.كل ما على الروس فعله أمام الإسبان، أول من أمس، كان التمركز في منطقتهم وإقفال المنافذ ومشاهدة إيسكو وديفيد سيلفا ورفاقهما يمررون الكرة بينهم حتى وصل عددها إلى 1029 تمريرة، مقابل 202 فقط لأصحاب الضيافة طيلة الدقائق الـ120. لكن في نهاية المطاف تحقق الإنجاز الروسي وبلغوا ربع النهائي للمرة الأولى منذ أيام الاتحاد السوفياتي عبر ركلات الترجيح، فيما حزم الإسبان أمتعتهم وعادوا مبكراً إلى بلادهم للبطولة الثالثة توالياً.دخلت إسبانيا إلى النهائيات العالمية على خلفية 20 مباراة متتالية دون هزيمة، منذ خسارتها أمام إيطاليا صفر - 2 في الدور ثمن النهائي لكأس أوروبا 2016.ورغم الهزة التي حصلت على رأس الهرم الفني بإقالة جولن لوبيتيغي والاستعانة بفرناندو هييرو قبل يوم من افتتاح النهائيات الروسية على خلفية الإعلان عن انتقال الأول إلى ريال مدريد، واصل الفريق الإسباني سلسلته حتى إنه ودّع النهائيات دون هزيمة (ركلات الترجيح لا تُحتسب هزيمة) للمباراة الـ24 توالياً.لكن هذا الرقم لا يعني شيئاً على الإطلاق، وما فعله الروس على ملعب «لوجنيكي» كان أفضل رد على التعنت الإسباني وتمسكه بأسلوبه الذي أصبح مقروءاً من الجميع.ومن المرجح أن يعود إيسكو بعد الذي حصل عن التصريح الذي أدلى به حين قال: «يجب أن نكون أوفياء لأسلوبنا الذي يحدد هويتنا، حتى الموت. يجب أن نلعب، نضاعف التمريرات، الاستحواذ على الكرة».لكن «في الرياضة، الأمر الأهم هو الفوز»، وهذا التصريح ليس صادراً عن المدرب البرتغالي لمانشستر يونايتد الإنجليزي جوزيه مورينيو أو مدرب فرنسا ديدييه ديشامب، بل عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كان أكثر الناس سعادة بتأهل بلاده إلى ربع النهائي على حساب الإسبان الذين هاجمتهم صحافة بلاده، متحدثة عن «منتخب مدمَّر» و«فشل بالأحرف الكبيرة».ورأى مدير صحيفة «سبورت» الكاتالونية إرنست فولش، أن التشكيلة الإسبانية كانت «تحصل على الكرة لكن من دون فرص، من دون عمق، وعلى الخصوص تترك خصمها يعادل النتيجة في مباراة كانت تعتقد أنها فازت بها منذ اللحظة التي سجلت فيها الهدف».وكانت نهاية محزنة جداً لبطل مونديال 2010 أندريس إنييستا، الذي أعرب عن خيبته لخروج منتخب بلاده في آخر مباراة دولية معه، مشيراً إلى أنها «ليست أفضل وداع، ولكن كرة القدم والحياة هكذا». وأضاف ابن الرابعة والثلاثين عاماً: «أترك المنتخب بطعم مرير وصعب، لقد توقف مشوارنا لأننا لم نتمكن من التقدم خطوة أخرى، وأن نكون في مستوى الحدث». وأضاف لاعب وسط برشلونة السابق المنتقل حديثاً إلى نادي فيسل كوبي الياباني: «المهم هو إيجاد طريق الانتصارات، وهو أمر ليس سهلاً، إنه أكثر تعقيداً مما يبدو، ولكنّ هناك جيلاً صاعداً، ولدينا لاعبون في المستوى».وبعد اعتزال الحارس إيكر كاسياس، وتشافي هيرنانديز، وتشابي ألونسو، وديفيد فيّا ثم إنييستا، يلوح في الأفق قرار مماثل من جيرار بيكيه، 31 عاماً، وديفيد سيلفا، 32عاماً، وسيرجيو راموس، 32. وخلافاً لمنتخبات أخرى مثل الأرجنتين، لا تفتقر إسبانيا إلى اللاعبين القادرين على تسلم الشعلة، من إيسكو إلى ماركو أسنسيو (كلاهما 22 عاماً)، ولوكاس فاسكيز (27)، وكوكي (26)، وساؤول (23). لكن من أجل استخراج أفضل ما يملكه الجيل الجديد ومزجه مع خبرة الباقين من الجيل القديم، على الاتحاد الإسباني إيجاد بديل لهييرو الذي يفتقر إلى الخبرة التدريبية، والبحث عن مدرب يضيف بعداً جديداً لأسلوب لعب الفريق من أجل تجنب خيبة جديدة.

مشاركة :