قطر تجنبت التصعيد والانفعال في التعامل مع الأزمة الخليجية

  • 7/3/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال سعادة لي تشين سفير الصين لدى قطر، إن قطر تعاملت مع الأزمة بسياسة ضبط النفس، وبشكل متزن وتجنبت التصعيد والانفعال، وأبدت استعدادها للحوار لحل الأزمة، مشيداً بقرارات قطر للتعامل مع الأزمة بفتح طرق جديدة لمواجهة نقص السلع الغذائية، خاصة في الأيام الأولى للأزمة، وتعيش قطر حالياً بشكل طبيعي ولا نشعر بأي عزلة، فعلاقاتها مع الدول تمضي بشكل طبيعي، واللافت للنظر ما أبداه القطريون من اعتزاز كبير بوطنهم والتفافهم حول القيادة.أشار إلى أن الأزمة الخليجية أثرت على التعاون القائم بين الصين ومجلس التعاون الخليجي ككتلة، تماماً كما أن مفاوضات التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي تأثرت بسبب الأزمة، معرباً عن أمله في عودة الأمور إلى ما كانت عليه في السابق. ونوه بالمقابل إلى أن التعاون الثنائي بين الصين ودول مجلس التعاون يسير بشكل طبيعي. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده السفير الصيني، بمقر السفارة أمس، بمناسبة مرور ٣٠ عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين قطر والصين. وأشار سعادته إلى أن الصين أعلنت منذ اللحظة الأولى دعمها للوساطة الكويتية وإطلاق حوار بين الدول الشقيقة، مؤكداً أن الصين تربطها علاقات جيدة مع الجميع ولديها اهتمام بإنهاء الأزمة بين الإخوة. وقال السفير لي تشن إن التاسع من يوليو الحالي يصادف مرور ٣٠ عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين قطر والصين، والتي بدأت عام ١٩٨٨. وأضاف أن العلاقات بين الشعبين ضاربة في جذور التاريخ وتعود لأكثر من ١٣٠٠ عام، منذ أن كانت الرحلات البحرية تأتي من الصين إلى منطقة شبه الجزيرة العربية. وقال إنها مناسبة طيبة للاحتفال بالعلاقات القوية بين البلدين من خلال حفل استقبال بالدوحة يحضره مسؤولون قطريون، كما ستتم إقامة استعراض لأحد الفرق الصينية المميزة في لعبة الكونغوفو بـ «كتارا» يوم الخميس المقبل، والدعوة مفتوحه للجميع. وأكد أن العلاقات القطرية الصينية متنامية بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والدفاعية والأمنية والثقافية والرياضية، لافتاً إلى أهمية الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى في تعزيز علاقات البلدين ودفعها إلى آفاق أرحب. وشدد السفير لي تشن على أهمية الزيارة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى الصين عام ٢٠١٤، لما شهدته من تطوير علاقات التعاون إلى شراكة استراتيجية بين الدوحة وبكين. وقال إنه على مستوى العلاقات السياسية، فهناك تفاهم وثقة متبادلة بين البلدين وتعاون وثيق في مختلف المحافل الدولية. ونوه بالتعاون الأمني بين البلدين وارتباطهما باتفاقية مشتركة لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب. وأشار إلى أن العلاقات بين قطر والصين بعد مرور ٣٠ عاماً تزداد نضوجاً وقوة، بدليل زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة ٣٥ ٪ العام الماضي وبلغ نحو ١٠ مليارات دولار، كما أن الصين من الشركاء التجاريين الرئيسين لدولة قطر وتعد رابع شريك تجاري لها. كما أن قطر هي ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال للصين. وأضاف أن هذه الأرقام تبقى متواضعة أمام قوة العلاقات المتنامية بين الدوحة وبكين. وعن تأثر إمدادات الغاز القطري إلى الصين بسبب الأزمة الخليجية الراهنة، نفى السفير أن يكون هناك أي تأثير، قائلاً إن التعاون بين قطر والصين في مجال الطاقة يسير بشكل طبيعي، مؤكداً أن قطر مورد للطاقة موثوق به عالمياً. وأكد السفير لي تشن أن الشركات الصينية لم تغادر السوق القطري، بل إن عددها يتزايد، وهناك اهتمام متزايد من الشركات والبنوك الصينية لإيجاد فرص في السوق القطري، وأكد اهتمام رجال الأعمال الصينيين بالعمل في الدوحة، حيث بدأ بعضهم يبحث عن فرص للاستثمار، لافتاً إلى أن هناك أكثر من ٢٠ شركة صينية كبرى إلى جانب العديد من الشركات الصينية الأخرى تعمل في قطر. وأشار إلى أن هناك شركات صينية ساهمت في تطوير العديد من مشروعات البنية التحتية في قطر، بما فيها ميناء حمد الدولي، ونتوقع دخول المزيد من الشركات في السنوات المقبلة. وأشاد السفير الصيني بالإصلاحات الاقتصادية والقوانين الاستثمارية التي أجرتها الدوحة مؤخراً، بما في ذلك السماح بتملك المستثمرين الأجانب بنسبة ١٠٠ ٪، وغيرها من الإجراءات التي من شأنها تعزيز تدفق الاستثمارات وحجم التبادل التجاري بين البلدين. قطر داعم رئيسي لمبادرة الحزام الصينية بشأن مبادرة الحزام والطريق الصينية، قال السفير إن قطر داعم ومساهم رئيسي للمبادرة، حيث إنها عضو مؤسس لبنك الاستثمار الآسيوي الممول الرئيسي للمبادرة، مشدداً على أن مبادرة الطريق تلعب دوراً كبيراً في تعزيز العلاقات بين البلدين والتجارة الدولية بشكل عام، لأنها قائمة على مبدأ التشاور وتحقيق المنفعة المشتركة للجميع. كما تتوافق المبادرة مع رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠ بتوجهات الدوحة إلى سياسات التنويع الاقتصادي وتطوير قطاعي الصناعات والخدمات، وتملك الصين في هذا المجال خبرات كبيرة يمكن تبادلها مع الجانب القطري. ونوه السفير الصيني بتعاون قطر والصين في إقامة محطة توليد الكهرباء في باكستان، باستثمارات تقدر بملياري دولار، وهو مشروع مناصفة بين شركات قطرية وصينية. 45 ألف سائح صيني زاروا الدوحة في 2017 بنسبة نمو %26 حول أفق التعاون في المستقبل قال السفير الصيني إن هناك توقعات كبيرة بزيادة أعداد السائحين الصينيين إلى الدوحة، نظراً لقيام الهيئة العامة للسياحة بجهود فاعلة لجذب السياحة الصينية وافتتاح مكاتب في الصين للترويج السياحي، فضلاً عن قرارات قطر الأخيرة بإلغاء التأشيرة لمواطني أكثر من ٨٠ دولة بينهم الصين. وأوضح أن عدد السياح الصينيين الذين زاروا الدوحة العام الماضي بلغ ٤٥ ألف سائح بنسبة نمو ٢٦ ٪، ونتوقع زيادتها في المستقبل، خاصة أن الشعب الصيني يحب التعرف على الثقافات واستكشاف المناطق الأخرى، وقطر بها العديد من عوامل الجذب السياحي التي تحظى باهتمام السائح الصيني بوجود المناطق التاريخية والأسواق والفعاليات. وأضاف أن عدد السياح الصينيين للخارج بلغ ١٤٠ مليون سائح العام الماضي بنسبة نمو كبيرة، ونتوقع أن تزداد حصة الدوحة من هذه الأعداد في السنوات المقبلة.;

مشاركة :