يبدأ وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اليوم (الثلثاء)، زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو، يجري خلالها محادثات محورها التطورات في الجنوب السوري، في وقت استبقت عمان الزيارة بالمطالبة بإقامة «مناطق آمنة في سورية لحماية النازحين داخل وطنهم». وقال الصفدي أمس، إن بلاده ستجري محادثات مع روسيا هذا الأسبوع، في شأن «وقف النار في جنوب غربي سورية وتخفيف وطأة الوضع الإنساني هناك»، مشيراً إلى أنه سيسافر اليوم إلى موسكو للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف. وقال: «أتطلع الى حديث صريح لبحث كيفية الوصول الى وقف النار بأسرع وقت». وأكدت وزيرة الإعلام جمانة غنيمات، أن إقامة مناطق آمنة في سورية هي مطلب أردني لحماية النازحين السوريين داخل وطنهم. وأضافت «أن الأردن يواصل اتصالاته مع جميع الجهات المعنية في الملف السوري للحفاظ على منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سورية»، مشيرة إلى ضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة حقناً لدماء الأشقاء السوريين. ولفتت الى أن المملكة على استعداد لدعم الأمم المتحدة في جهودها الإغاثية للنازحين في الداخل السوري، من دون فتح الحدود. وتأتي تلك التصريحات، غداة زيارة رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز، الحدود الشمالية للمملكة مع سورية، كاشفاً أن حكومة بلاده «تعرف في شكل مؤكد أن مجموعات مسلحة تختبئ في مخيمات النازحين السوريين قرب الأردن». وتعهد بـ»حماية حدود بلاده من تسلل عناصرها». ووفق وكالة الأنباء الأردنية «بترا»، فإن الرزاز استمع إلى إيجاز عسكري وأمني قدّمه مدير الاستخبارات العسكرية والمعنيون من الأجهزة الأمنية حول آخر التطورات على الحدود الأردنية - السورية وآليات التعامل مع النازحين وجاهزية القوات المسلحة في التعامل مع هذه الأزمة وحماية حدود المملكة من أي تجاوزات قد تشكل تهديداً أمنياً. ولفت الرزاز إلى أن العمليات العسكرية تدور رحاها داخل سورية، «لكننا في الأردن نتأثر بما يجري، فقد سقطت قذائف داخل الأراضي الأردنية وسببت الهلع بين المواطنين في المنطقة الحدودية». وزاد: «إننا في الأردن نشعر بواجبنا في الوقوف مع أشقائنا السوريين ونقدم لهم كل العون والإغاثة التي يحتاجونها، لكننا في الوقت نفسه ندرك، ولدينا معلومات مؤكدة، أن هناك فصائل مسلحة وسلاحاً موجوداً ضمن هذه المجموعات السكانية التي يطالب البعض بالسماح بإدخالها إلى الأراضي الأردنية». وشدد على أن سلطات بلاده «توازن بين حماية حدودنا ومجتمعنا في شكل كامل وبين واجب إيصال الدعم والمعونات الغذائية والإيوائية للأشقاء داخل سورية». وأوضح: «هناك تهديد أمني ولن نستطيع أن نقرر أو نفرز من هو مواطن سوري أعزل ومسالم ومن هو غير ذلك، وقد واجهنا مثل هذه السيناريوات في وقت سابق ولا نريد تكرارها مجدداً». إلى ذلك، قررت السلطات الأردنية إنشاء مستشفى ميداني على الجانب الأردني من الحدود مع سورية لتقديم الإسعافات الأولية والعلاج الطبي للجرحى والمصابين السوريين نتيجة الهجوم الذي يشنه النظام السوري. ويشتمل المستشفى الميداني على 60 سريراً وغرفة عمليات وأقسام طوارئ لمعالجة الكسور التي يعاني منها مئات الجرحى من النازحين السوريين.
مشاركة :