كشف الفنان أسامة الرحباني أنه يعقد مع الفنان زياد الرحباني لقاءات قد تثمر تعاوناً فنياً وأموراً مهمة، مؤكداً أن زياد سيكون بحالة ممتازة خلال افتتاحه مهرجانات بيت الدين في 12 يوليو الحالي. وكانت انتشرت صورة في الآونة الأخيرة تجمع بين الفنانين. أكد رئيس «مجلس المؤلفين والملحنين في لبنان» المؤلف الموسيقي أسامة الرحباني، أن الأخوين رحباني ظهرا منذ البدايات بنَفَس مختلف لا يُشبه السائد، وعكسا بفنهما ظلم الشعب والمشاكل الحياتية، إضافةً إلى أنهما غرفا من الطبيعة التي تأملاها سنوات والمحيط الذي عاشا فيه والمناخ الذي تشرباه. هذه الينابيع غزّت أفكار الأخوين، إلى جانب الفقر الذي عاشاه. جاء كلامه ضمن برنامج «كلمة طايشة» عبر أثير «إذاعة لبنان» مع الصحافيين جوزف طوق ورنا أسطيح، مشيراً إلى أنه لا ينسى الجملة التي كان يقولها له والده منصور الرحباني: «اللي ما عندو عِقَد ومشاكل ما بيقدر يبرهن شي بالحياة ويللي عايِش بالورد ما راح يوصل لمطرح». شرح أسامة أن الإنسان يعكس حالات معينة يريد التخلص منها، لافتاً إلى أن عاصي ومنصور حملا هم العائلة منذ أن كان الأول في التاسعة عشرة من عمره والثاني في السابعة عشرة، وذلك بعد وفاة والدهما فدخلا ميدان العمل باكراً لإعالة العائلة، وأن والده غيّر بطاقة هويته لزيادة عُمره كي يتمكّن من الانتساب إلى الأمن العام، وأن الفارق العمري بين الأخوين سنة و11 شهراً. أضاف: «منذ فتح عينيه على الحياة عام 1925 كان منصور مرافقاً لعاصي إلى حين وفاة الأخير في 21 يونيو 1986»، موضحاً أن «الأخوين جُبلا من بعضهما، وتشاركا الهموم والتأملات نفسها، فكانا مُكمِّلين بعضهما لبعض»، مؤكداً أن هذه الظاهرة لن تتكرر في التاريخ وهي أن يمحي شخص نفسه ليندمج بالآخر وأن تكون المحبة الرابطة بين الاثنين كبيرة إلى هذه الدرجة. وأن يستوعب شخص الآخر، كما استوعب كلّ من الأخوين الآخر». وطن مثالي وعما يوصف بأنه وطن الأخوين المثالي في سماته، أوضح أن «مسرحيات الأخوين تنتهي بمأساة كبيرة، إلا أنهما يوصلان المشاهد أو المستمع إلى المأساة وهو يضحك، وأن المسرحيات تحكي عن أشخاص يتمتعون بالطيبة، لكنها تضمّ شخصيات سيئة وأخرى رديئة». وأشار إلى أن «شخصيتي سبع ومخول استوحاهما الأخوان من اللبناني الذي لا يهتم للآخر ولا يسأل عن شيء وهمه الوحيد هو نفسه. وصف عاصي ومنصور مجتمعاً بكامله، لكن ما بقي في أذهان الأكثرية هو الأغنيات. إنما إن استمعنا إليها بموقعها في المسرحيات نكتشف مآسي الأخوين رحباني». ولفت إلى أن «الأخوين رحباني كانا طليعيين ووصفا الحرب اللبنانية قبل أن تحدث، ولم يطرحا وطناً مثالياً، وسأل: «من يريد أن تكون بلديته شبيهة ببلدية أوسلو أو ستوكهولم، هل نقول إنه يحلم؟». في انتظار المنتجين وأشار أسامة إلى أن غالبية مسرحياته عمل عليها مع والده منصور الرحباني، وقال: «أنتجت هذه المسرحيات وشرف كبير لي أن اسمي ترافق مع اسم منصور الرحباني، ما أضاف الألق إلى هذه الأعمال، فمنصور الرحباني كان متجدداً وأشبهه ببيكاسو في تجدد حقباته الفنية». وعن أسباب غيابه وأخويه غدي ومروان عن الأعمال المسرحية الغنائية في السنوات الأخيرة، قال: «نحن في انتظار المنتجين. نفقد الشريحة الشعبية التي تهتمّ بالمسرح فالطبقة الوسطى التي تُشجِّع المسرح انعدمت، ولبنان مُكوّن اليوم من طبقة مُعدمة فقيرة تهتم بتدخين النرجيلة والتخلص من همومها والطبقة الغنية التي لا يعنيها المسرح». وكشف أنه يعمل على مسرحية ضخمة، آملاً أن تُنفّذ، عازيا التقصير إلى عوامل وظروف عدة. ثقافة واحتراف قال أسامة الرحباني إن الأخوين رحباني وفيروز جوبهوا بالرفض في بداياتهم لأن من الصعب كسر ما اعتاده الجمهور ليتقبّل الجديد، مشيراً إلى أنه جازف بدوره مع الفنانة هبة طوجي وقدّم المختلف. أضاف: «تعلّمت من الأهل كلّ ما هو مرتبط بالضمير والمهنية والاحتراف والثقافة، خصوصاً في بيت منصور حيث مستوى الثقافة والقراءات عالٍ، إلى جانب الجدال الثقافي الفكري الراقي. لذلك لا يعنيني تفكير الآخرين، بل تقديم الموسيقى التي أحبها إلى الناس. كثيرون انتقدوا، لكن هبة اليوم تقف على المسارح العالمية». حول شارة مُسلسل «طريق» بصوت الفنانة هبة طوجي (كلمات غدي الرحباني وألحان أسامة الرحباني)، أشار أسامة إلى أن هذه الشارة تمّ العمل عليها وفق الأسلوب الغربي العالمي وأنه قدّم فيها موسيقى جديدة مركزاً على أن إحساس هبة وصوتها مختلفان ومتميزان بدورهما. جولة عالمية عن الحفلات المُقبلة له ولهبة طوجي، أشار أسامة الرحباني إلى أنهما يشاركان في حفلات في تونس وقرطاج وحمامات، من ثمّ تغادر هبة إلى كندا لمدة ثلاثة أشهر حيث ستُعرض مسرحية «نوتردام دو باري»، تنتقل بعدها في جولة عالمية إلى لندن وروسيا والصين وكوريا وغيرها من البلدان، لذا لن تشارك طوجي هذا العام في المهرجانات الدولية الصيفية في لبنان.
مشاركة :