استغلت الميليشيات الحوثية تعليق القوات الحكومية حملتها العسكرية لإفساح المجال أمام جهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص مارتن غريفيث الدبلوماسية، وعززت تحصيناتها في مدينة الحديدة الساحلية. وذكر سكان في الحديدة التي تضم ميناء استراتيجيا تدخل منه أغلب إمدادات البلاد من الغذاء والدواء أن عناصر الميليشيات حفرت عشرات الخنادق الجديدة وسط شوارع رئيسة وفرعية، وحولوا حاويات نفايات ومجسمات خرسانية إضافية إلى عوائق. وأكد السكان أن حفر الخنادق وإقامة العوائق امتد من مدينة الحديدة، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، إلى المديريات والطرق الرئيسة المحاذية للمدينة. وذكرت مصادر في القوات الحكومية المدعومة من التحالف العسكري بقيادة السعودية، أن تعزيزات عسكرية للمتمردين وصلت إلى مدينة الحديدة. كما استقدمت القوات الحكومية تعزيزات إضافية إلى مواقعها عند الأطراف الجنوبية للمدينة. وأوضحت المصادر أن الطرفين يستعدان لخوض مواجهات جديدة بعد أيام من الهدوء. ويأتي ذلك بينما يواصل غريفيث الموجود في صنعاء مهمته الدبلوماسية، بهدف تفادي حرب شوارع قد تعطل عمل الميناء الاستراتيجي، لليوم الثاني على التوالي، لإقناع الحوثيين بتسليم المدينة "دون شرط". ورغم تراجع حدة المعارك منذ سيطرة القوات الموالية للحكومة على مطار مدينة الحديدة، نفذ التحالف العسكري غارات متواصلة على مواقع المتمردين في مناطق أخرى من المحافظة. وأفادت مصادر بأن 54 شخصا، بينهم 11 مدنيا، قتلوا في غارات جوية بمناطق زبيد والتحيتا وبيت الفقيه الواقعة جنوب مدينة الحديدة في اليومين الماضيين. وبهذا يرتفع عدد القتلى منذ بدء الهجوم نحو المدينة في 13 يونيو إلى 483 قتيلا. إلى ذلك، وجه رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، أحمد عبيد بن دغر، بعدم منع الأسر من المحافظات الشمالية التي يخضع بعضها للمتمردين، من دخول مدينة عدن العاصمة المؤقتة لليمن. وقال بن دغر، على "تويتر": "ليس من القانون منع الأسر الشمالية من دخول عدن، وذلك ليس في أعرافنا وتقاليدنا وأخلاقنا"، مضيفا "تعريض الأطفال والنساء والشيوخ للأذى عمل محرّم، وللمواطن اليمني حرمته وحقوقه، فلا تنتهكوا حرماته، ولا تعتدوا على حقوقه". من جانب آخر، اغتال مسلحون مجهولون نائب مدير قسم شرطة الشعب، النقيب وضاح الجهوري، المكنى بـ "أبو سياف"، في حي التقنية. وجاء اغتيال الجهوري، وهو أحد أبرز القيادات الأمنية، في وقت يوجد الرئيس عبدربه منصور هادي بالمدينة الساحلية.
مشاركة :