لا يزال الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة الأميركية والصين مستمراً ويتصاعد يوماً بعد يوم. وعلى إثر فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً على بعض المنتجات الصينية، ردت الصين فوراً بفرض رسوم على منتجات أميركية. وفي أحدث فصول النزاع التجاري، أصدرت سفارة الصين لدى واشنطن تحذيراً أمنياً للمواطنين الصينيين من السفر إلى الولايات المتحدة. وحذرت السفارة السياح الصينيين من أمور مثل ارتفاع تكلفة العلاج وتهديدات مثل إطلاق النار في أماكن عامة والسرقة وقيام مسؤولي الجوازات بمصادرة أشياء، وحدوث احتيال في قطاع الاتصالات ووقوع كوارث طبيعية. ولفتت في تحذيرها المنشور على موقعها الإلكتروني، إلى أن «الأمن العام في الولايات المتحدة ليس جيداً. حالات إطلاق النار والسطو والسرقة متكررة»، مضيفة أن «المسافرين إلى الولايات المتحدة يجب أن ينتبهوا لما يحيط بهم وينتبهوا للأفراد المثيرين للريبة ويتجنبوا الخروج بمفردهم ليلاً». وتصاعدت حدة التوترات بين البلدين بسبب تهديد التعريفات الجمركية. ومن المقرر أن تفرض إدارة ترامب تعريفات جمركية على بضائع إضافية بقيمة 34 بليون دولار من الصين اعتباراً من يوم الجمعة، نظراً إلى «سياسات تجارية صينية غير عادلة»، وهددت بموجات متتالية من الزيادات الجمركية لتشمل واردات صينية تصل قيمتها إلى 450 بليون دولار. وتوعدت الصين برد مماثل بزيادة التعريفات الجمركية على المنتجات الزراعية من الولايات المتحدة وغيرها من الواردات، واتخاذ المزيد من الإجراءات «النوعية» إذا صعّد ترامب الخلاف. ومساء أول من أمس، تحركت الحكومة الأميركية لمنع «تشاينا موبايل» من دخول سوق الاتصالات الأميركية، موصية برفض طلبها نظراً الى ما تمثّله الشركة المملوكة للحكومة الصينية من تهديد للأمن القومي. وكتبت «الإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات» في بيان على موقعها الإلكتروني، أنه «ينبغي على لجنة الاتصالات الاتحادية أن ترفض الطلب الذي تقدمت به تشاينا موبايل في 2011 لتقديم خدمات الاتصالات بين الولايات المتحدة ودول أخرى». ونقل البيان عن ديفيد ريدل، مساعد وزير التجارة الأميركية للاتصالات والمعلومات، والذي تتبع الإدارة وزارته، قوله إنه «بعد عمل مطول مع تشاينا موبايل، لم يتسن التصدي للمخاوف في شأن الأخطار المتزايدة على إنفاذ القانون في الولايات المتحدة ومصالح الأمن القومي الأميركي». وتعدّ «تشاينا موبايل» أكبر شركة اتصالات في العالم من جهة عدد المشتركين بواقع 899 مليون مشترك. وانخفضت أسهم «تشاينا موبايل» 2.6 في المئة صباح أمس، إلى أدنى مستوى لها في أكثر من أربعة أعوام. ولفتت «الإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات» في توصيتها، إلى أن تقييمها يستند «إلى حد بعيد على سجل الصين في النشاطات الاستخباراتية والتجسس الاقتصادي الذي يستهدف الولايات المتحدة، إلى جانب حجم تشاينا موبايل ومواردها التقنية والمالية». وأضافت أن الشركة «تخضع لاستغلال الحكومة الصينية»وتأثيرها، وأن الطلب يشكل «خطراً كبيراً وغير مقبول على الأمن القومي وإنفاذ القانون في بيئة الأمن القومي الحالية». وخيّمت الخلافات التجارية والتهديد بالرسوم المتبادلة على الأسواق العالمية، إذ تراجع المؤشر «نيكاي» للأسهم اليابانية إلى أقل مستوى في نحو ثلاثة أشهر وسط تعاملات اتسمت بالتقلب، وتعافت أسعار الذهب من أدنى مستوى في سبعة أشهر تقريباً، في وقت تماسك الدولار بعد أشهر من المكاسب. وارتفع الذهب في التعاملات الفورية 0.3 في المئة إلى 1244.72 دولار للأونصة، وازداد الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.3 في المئة إلى 1245.80 دولار للأونصة. ونزل مؤشر الدولار 0.3 في المئة إلى 94.76، بعدما حقق مكاسب بنسبة خمسة في المئة على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، لتصل مكاسبه منذ بداية السنة إلى نحو ثلاثة في المئة. وظل اليوان الصيني متقلباً قبل يوم السادس من تموز (يوليو) الذي سيبدأ فيه سريان الرسوم الأميركية، ونزل في وقت سابق إلى 6.7204 يوان للدولار، مسجلاً أضعف مستوى له منذ آب (أغسطس) 2017 قبل أن يتعافى إلى 6.7035 دولار. ويؤكد متعاملون أن البنوك الحكومية تحاول دعم العملة. إلى ذلك، أكدت مصلحة الجمارك الصينية في بيان، أن صادرات الصين إلى الولايات المتحدة ارتفعت 5.4 في المئة خلال النصف الأول من السنة، وازدادت 3.8 في المئة في حزيران (يونيو). ولم تذكر مصلحة الجمارك الصينية فترة المقارنة في البيان الموجز الذي نشرته على موقعها الإلكتروني.
مشاركة :