العقلية الثيوقراطية (الدينية) التي تحكم إيران منذ سرقة رجال الدين للثورة الإيرانية عام 1979 وإسقاط نظام الشاه (محمد رضا بهلوي) تقوم على منصة أساسية هي: خلق (عدو خارجي) لحشد المواطنين الإيرانيين واستنهاض حميتهم الوطنية للقتال ضد هذا (العدو) المزعوم.. في البداية كان تحت شعار (الموت لأمريكا).. ثم وسع الرئيس السابق (أحمدي نجاد) هذا الشعار إلى (الموت لإسرائيل).. لكن لا أمريكا ماتت! ولا إسرائيل ماتت! إنما الشعب الإيراني هو الذي صار يموت يوميا من الجوع والفقر.. ومؤخرا من العطش أيضا.. إذ فتحت قوات الأمن الإيرانية النار على متظاهرين في مدينة (المحمرة) خلال احتجاجات حاشدة على نقص المياه.. وقد اندلعت احتجاجات عدة في إيران منذ بداية العام بسبب (المياه) والجفاف.. وبدلا من أن تبحث الحكومة الإيرانية عن الأسباب الحقيقية لأزمة المياه، والتي أساسها (سوء الإدارة)، راحت تطرح أسبابا مضحكة لأزمة المياه، من خلال تصريح قائد في (الحرس الثوري الإيراني) يدعى (غلام رضا جلالي) الذي اتهم (إسرائيل) ودولة أخرى لم يسمها بسرقة غيوم إيران! ما أدى إلى تغير مناخي وجفاف في إيران! ما يجعل الغيوم التي تدخل إيران غير ممطرة.. لذا نواجه سرقة الغيوم والثلج! وهكذا نجد أن العقلية الثيوقراطية في إيران تستفيد من خلق العدو الخارجي، سواء كان أمريكا أو إسرائيل، وفي الآونة الأخيرة صاروا يضعون الشقيقة (السعودية) كعدو خارجي مزعوم!.. كل هذا من أجل إسكات صوت الشعب الإيراني في المدن والقرى الذي ينتفض ضد هدر الأموال والثروات الإيرانية في حروب إيران الخارجية في الدول العربية. كان بإمكان إيران أن تكون دولة ناجحة اقتصاديا، بل ومتقدمة تكنولوجيا، وجاذبة للاستثمار والسياحة الخليجية والعربية والعالمية لو أنها لم تعتمد سياسة (تصدير الثورة) إلى العالم، ولو لم تصنع المليشيات الطائفية الموالية لها بدءا من (حزب الله) في لبنان إلى المليشيات المرتزقة في سوريا والعراق واليمن.. كان بإمكانها أن تنجح اقتصاديا لو لم تعادِ (السعودية) ودول التعاون الخليجي وتزرع فيها (خلايا إرهابية).. لكن إيران (الملالي) لم يكن يشغلها منذ عام 1979 حتى الآن سوى التوسع والنفوذ والغطرسة واحتلال الأراضي العربية.. ونفخت في بالون (العدو الخارجي) حتى صار حقيقيا.. وانقلب السحر على الساحر!
مشاركة :