رفضت القوات العراقية الاتحادية ما أعلنته أربيل عن اتفاقهما مع واشنطن على مراجعة الخطط الأمنية في كركوك والمناطق المتنازع عليها، معلنة إطلاق عملية عسكرية «واسعة» من جانب واحد لملاحقة مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي، فيما أعلنت قوات «الحشد الشعبي» مقتل أحد قادتها في جنوب المحافظة. وتزامنت هذه التطورات مع وصول تعزيزات عسكرية تمهيداً لإطلاق عملية تهدف إلى الحد من هجمات التنظيم التي تصاعدت أخيراً في كركوك وجنوبها في حوض حمرين والزركة والعظيم عند المثلث الواقع بين محافظتي صلاح الدين وديالى، في ظل ضغوط يمارسها الأكراد بدعم أميركي لإعادة قوات «البيشمركة» إلى هذه المناطق. وتمخضت المحادثات التي أجراها مسؤولون من «التحالف الدولي» ضد «داعش» مع قادة أكراد في أربيل، عن اتفاق للإسراع في مراجعة خطط حفظ السلم، وخطط عسكرية تتعلق بالمناطق المتنازع عليها (بين أربيل وبغداد)، وفق ما أعلن الأمين العام لوزارة «البيشمركة» جبار ياور. ورفضت قيادة القوات الاتحادية المشتركة الخطوة التي قام بها التحالف»، مؤكدة أن «مهمة حماية المناطق المتنازع عليها تقع ضمن مسؤولياتها وحدها، وأن لا دخل لقوات التحالف بهذا الشأن». وأشارت في بيان إلى أنها «وضعت خططاً محكمة ومتكاملة لضبط الأمن»، مؤكدة أن «هناك جهوداً استخباراتية للقضاء على خلايا إرهابية نائمة». وكشفت القيادة أنها «بصدد إطلاق عملية نوعية واسعة لتطهير سلسلة جبال حمرين والمناطق الواقعة بين محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى لتأمين الطرق الرئيسة باتجاه العاصمة بغداد»، قيما أكدت مصادر أمنية «وصول قوات إضافية إلى جنوب كركوك، بالتزامن مع انطلاق حملة تفتيش تطاول قرى محيطة». وفي السياق، أفاد الناطق باسم مركز الإعلام الأمني العميد يحيى رسول في بيان بأن «قوات الشرطة الاتحادية بدأت حملة تفتش لمناطق وقرى كركوك، أسفرت عن اكتشاف 4 أنفاق وموقع محصن تحت الأرض لداعش وتدميرها»، مؤكداً «تدمير مشغل لتفخيخ السيارات، وضبط أسلحة وعتاد حربي، إضافة إلقاء القبض على مشتبه بهم وفي حوزتهم أسلحة». وأعلن المركز في بيان منفصل، أن «سلاح الجو قصف 3 أنفاق تابعة للإرهابيين في جبال مكحول كانت تستهدف القوات الأمنية بقذائف هاون». وفي تطور لافت، أكدت هيئة «الحشد الشعبي» أمس، «مقتل معاون قائد عمليات شرق دجلة أبو زهراء العبادي أثناء تنقله على الطريق الرابط بين كركوك وقضاء طوزخورماتو جنوباً». ورأى المحلل الأمني هشام الهاشمي أن ازدياد نشاط «داعش» خلال الأسابيع الماضية في المناطق المذكورة، يعود إلى أن مسلحي التنظيم «يحاولون من خلال الجغرافيا القاسية، إعادة زرع الفوضى وزيادة نسبة الشكوك بين العرب والأكراد وإنهاك قوات الحشد المناطقية والعشائرية، إضافة إلى الطعن في صدقية القوات المشتركة العراقية، وضرب الثقة بين العناصر الأمنية والمواطنين، ما يمنح الإرهابيين حرية الحركة». وأشار إلى أن «مسلحي داعش يقاتلون بطريقة نوعية تعتمد على المقاتل الشبح، بعيداً عن تكتيك الجبهات القتالية الثابتة».
مشاركة :