الميليشيات تختطف صحافياً في صنعاء... والحكومة تندّد

  • 7/4/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في سياق تصعيد الميليشيات الحوثية لأعمالها القمعية ضد الناشطين والصحافيين في مناطق سيطرتها، أقدمت في صنعاء على اختطاف صحافي من موظفي وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، واقتادته إلى مكان مجهول. وجاء ذلك، في وقت دعت منظمة «رايتس رادار» الدولية المعنية بشؤون حقوق الإنسان، المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف الانتهاكات الحوثية بحق سكان الحديدة، وحماية المدنيين والنازحين من بطش الجماعة والتحقيق في أعمال التنكيل التي طالت السجناء في المدينة. وأفادت مصادر يمنية رسمية بأن الميليشيات الحوثية، اختطفت الصحافي بوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عبد السلام الدعيس من منزل أحد أقاربه بحي شملان شمال غربي صنعاء، واقتادته إلى مكان مجهول بعد أيام من المطاردة غير معروفة الأسباب. وذكرت وكالة (سبأ) أمس أن مجموعة مسلحة مكونة من خمسة عناصر على متن سيارة «سوزكي» وصلوا إلى المنزل الذي كان الدعيس موجودا به ليقوموا باختطافه قبل أن يصادروا هاتفه المحمول وجهاز كومبيوتره الشخصي ويقتادوه إلى مكان مجهول دون إبداء أي أسباب. وبينما لم يعرف أحد مصيره حتى أمس، حمّلت الحكومة اليمنية، ممثلة بوكالتها الرسمية للأنباء، الميليشيات المسؤولية الكاملة عن سلامته، داعية نقابة الصحافيين والاتحاد الدولي للصحافيين للضغط على الميليشيات الحوثية لإطلاق سراحه وإعطائه الرعاية الصحية اللازمة. وعمل الدعيس، لسنوات محرراً أول للشؤون الاقتصادية بوكالة «سبأ» قبل أن ينتقل للعمل مديرا عاما للإعلام في رئاسة الوزراء منذ 2010 حتى انقلاب الميليشيات الحوثية على السلطة الشرعية أواخر 2014. وكانت صفقة تبادل للأسرى بين الميليشيات والحكومة الشرعية، أسفرت الاثنين الماضي، عن إطلاق الصحافي إبراهيم الجحدبي المعتقل لدى الحوثيين منذ أكثر من عام ونصف العام، وشملت الصفقة إطلاق 14 شخصا من الطرفين. في غضون ذلك، دعت منظمة «رايتس رادار» لحقوق الإنسان في العالم العربي ومقرها هولندا، المجتمع الدولي للتدخل العاجل لإنقاذ حياة أكثر من ثلاثة ملايين و600 ألف نسمة تقريباً يسكنون 26 مديرية بمحافظة الحديدة. وطالبت الأمم المتحدة بسرعة التدخل الإنساني العاجل لإنقاذ حياة المدنيين في المناطق التي شهدت مواجهات مسلّحة في محافظة الحديدة، خلال الفترة الماضية، وبالذات في مناطق جنوب مدينة الحديدة، التي شهدت نزيفاً بشرياً كبيراً، فضلاً عن تفاقم الوضع الإنساني لسكان المناطق والأحياء الواقعة في منطقة التماس العسكري، كما هو الحال في حي مَنْظَر والرَبَصَة، وفي حيس، والتحيتا، والدريهمي وغيرها من المناطق. وأشار راصدو المنظمة إلى نزوح آلاف الأسر من الحديدة خلال الفترة 15 إلى 30 يونيو (حزيران) المنصرم، بعضهم توجهوا إلى صنعاء والمحافظات المحيطة بالحديدة، والبعض الآخر توجهوا إلى محافظات عدن وأبين ولحج وحضرموت والمهرة. وأوضحت المنظمة أن مئات الأسر لم تجد المأوى المناسب في مناطق النزوح، كما لم تجد أي مساعدة من أي جهة، إذ لا تزال العشرات من الأسر تفترش الأرض تحت أشجار المزارع أو على أرضيات المدارس التي اكتظت بهم هناك. ورصدت المنظمة حالة اعتداء مسلح من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية على نزلاء السجن المركزي في مدينة الحديدة، الأربعاء الماضي، حيث اقتحمت عربة مسلحة مصحوبة بناقلتي شحن متوسطة الحجم ساحة السجن المركزي، وحاولت نقل السجناء بالقوة إلى مواقع مجهولة. وحين رفض السجناء الأوامر خشية نقلهم إلى جبهات القتال الحوثية، تعرضوا للاعتداء الجسدي وتطور الأمر إلى الاعتداء عليهم بالرصاص الحي، ما أسفر عن مقتل سجينين أحدهما في السبعينيات من العمر، فيما أصيب أكثر من 20 آخرين متأثرين بالضرب وبالغازات المسيّلة للدموع، على حد قول المنظمة الحقوقية. وقالت مصادر من داخل السجن المركزي لـ«رايتس رادار» إن مسلحين حوثيين عزلوا بعض السجناء بعد هذه الحادثة ومارسوا ضدهم التعذيب الشديد بتهمة التمرّد، فيما ما زال مصير بعض السجناء مجهولاً، بينما تم نقل العشرات من السجناء قسراً إلى مواقع مجهولة يُخشى أن يستخدموا فيها دروعاً بشرية أو ينقلوا إلى جبهات القتال الحوثية. وتلقت المنظمة بلاغا من أهالي نزلاء السجن المركزي في الحديدة يناشدون فيه الجهات المعنية بحقوق الإنسان والمجتمع الدولي إنقاذ حياة ذويهم السجناء، مما وصفوه بالاضطهاد داخل السجون الحوثية. وكشفوا أنهم منعوا في اليوم التالي لحادثة السجن من إدخال الدواء والغذاء لبعض النزلاء، وأن ذلك يهدد حياتهم. ودعت المنظمة في بيانها المجتمع الدولي والأمم المتحدة على وجه الخصوص إلى الاضطلاع بدورهم المسؤول تجاه المدنيين في الحديدة، باعتبار ذلك التزاماً أخلاقياً تقتضيه مبادئ الأمم المتحدة، تجاه سكان مناطق النزاع المسلح، وذلك بوضع حدٍ لمعاناة النازحين، كما طالبت بالتحقيق في أحداث السجن المركزي في الحديدة وحمايتهم من أي انتهاكات وأخطار تمسّ حياتهم.

مشاركة :