* يبدو أن مونيكا بيلوتشي لا تنوي الاحتجاب، لبعض الوقت، حزنا على طلاقها من الممثل الفرنسي فنسان كاسيل، فقد أشار مدير أعمال الحسناء الإيطالية إلى أنها تخوض فيلما جديدا تؤدي فيه دور جاسوسة مولودة من أب صربي وأُم إيطالية، يطاردها قتلة مأجورون. وتكمن أهمية هذا الفيلم، وعنوانه «على درب التبانة»، في أن مخرجه هو أمير كوستاريتسا (تلفظ خطأ كوستوريكا)، الفنان المولود في سراييفو والذي ابتعد عن السينما، خلال السنوات الخمس الماضية بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والجوائز. يقوم كوستاريتسا بدور البطولة أمام بيلوتشي. وهو يقول إنه ليس فيلما من نوع المطاردات التي تحبس الأنفاس بل قصة حب في زمن الحرب، مع أبعاد ميثولوجية، أي أُسطورية. إنه يعود إلى البوسنة لتصوير فيلمه الجديد، المكان الذي يعرفه جيدا وسبق له أن غرف من تناقضاته وهمومه الاجتماعية والسياسية في أفلام سابقة. مع هذا تبقى فرنسا نقطة مضيئة في تاريخه وهو لا ينسى ربيع 1985. حين كان اسما مجهولا يخطئ الصحافيون في نطقه ومخرجا شابا ذهب يحمل فيلمه البسيط إلى مهرجان «كان»، سعيدا برؤية كبار المخرجين والنجوم رؤيا العين، ثم تحققت المفاجأة ونال فيلمه «أبي في رحلة عمل» السعفة الذهبية، كما تم ترشيحه لـ«أوسكار» أفضل فيلم أجنبي. لم تكن سعفة واحدة. فبعد عشر سنوات نال كوستاريتسا أكبر جوائز مهرجان «كان» للمرة الثانية عن فيلم «أندرغراوند»، أي تحت الأرض. وكان قبل ذلك قد حصل على الأسد الذهبي للعمل الأول في مهرجان «البندقية»، و«الدب الفضي» لمهرجان برلين، و«سيزار» أفضل فيلم أُوروبي. لكن عشقه للموسيقى كان يتنازعه مع حبه للسينما، لذلك كانت أفلامه تتضمن مقاطع تقترب من الاستعراضات الفنية الباهرة. لا شك أن مونيكا بيلوتشي، إحدى أكثر نساء العالم جمالا، ستجد مع المخرج الصربي العزاء عن طلاقها من فنسان كاسيل، الممثل الذي تعتبره الفرنسيات أكثر الرجال جاذبية. ومنذ جينا لولو بريجيدا وصوفيا لورين وكلوديا كاردينالي وأورنيلا موتي، لم تتوقف إيطاليا، موطن السباغيتي والجمال الأسمر، عن مد السينما العالمية بعدد من ألمع حسناواتها، ومنهن مونيكا. وعندما بدأت علاقتها مع الممثل الفرنسي تصور الكثيرون أنها نزوة عابرة. لكن النزوة استمرت 18 عاما وتوجت بالزواج وبولادة طفلتين، ديفا وليوني. لقد كانا من أكثر الثنائيات استقرارا عاطفيا في الوسط الفني. لذلك جاء الإعلان عن انفصالهما، قبل أيام، بمثابة صدمة للبعض وأمل للبعض الآخر. إن بيلوتشي ما زالت تتمتع بالكثير من الجاذبية رغم أنها تجاوزت الأربعين. تنوي الممثلة أن تستقر في باريس مع ابنتيها، بعد انتهائها من تصوير مشاهد دورها في البوسنة. وهي مثل مخرج الفيلم أمير كوستاريتسا، تؤمن بأن فرنسا منحتها فرصة الشهرة والنضوج. «لقد كوّنت نفسي في باريس. ومع كل مرحلة جديدة من حياتي أشعر بضرورة أن أُقيم فيها». هذا ما قالته في مقابلة مع مجلة إيطالية. وأضافت أن من أسباب طلاقها أن زوجها كان «يعيش في عالم آخر»، غير عالمها. إن حياتهما موزعة ما بين روما وباريس وريو دي جانيرو، وقد كان له مجتمعه وأصدقاؤه وكان لها مجتمعها. وقليلة هي الأُمور التي تشاركا فيها خلال السنوات الأخيرة، رغم أنهما مثلا عدة أفلام سوية. وسبق لمونيكا أن لمّحت، قبل سنتين، إلى أن «الكيمياء» مستمرة بينها وبين زوجها، وهو أب رائع، لكنها غير واثقة من قدرة هذا الانسجام على الدوام. فنسان، الذي يعمل في الإخراج والإنتاج السينمائي أيضا، هو ابن المخرج الممثل المعروف جان بيير كاسيل والصحافية سابين لافرانشي، التي كانت تحرر صفحات المطبخ في النسخة الأميركية من مجلة «إيل». وقد نجح في بلوغ هوليوود والظهور في عدة أفلام أميركية، آخرها دوره في «البجعة السوداء» أمام ناتالي بورتمان. كما فاز بجائزة أفضل ممثل عن دوره في تجسيد شخصية جاك ميسرين، أشهر مطلوب للعدالة في فرنسا الذي قتلته الشرطة بينما كان يقود سيارته في حي باريسي مكتظ مع شريكة حياته. ولم يتزوج فنسان قبل مونيكا بينما اقترنت هي بمصور إيطالي ولم يدم زواجهما أكثر من سنة. لقد بدأت حياتها عارضة أزياء قبل أن يلتفت لها المخرجون، ومنهم فرانسيس فورد كوبولا، وتنطلق في السينما العالمية.
مشاركة :