تصدى أهالي منطقة الخان الأحمر ونشطاء المقاومة الشعبية، الذين يرابطون هناك منذ شهر مايو/آيار الماضي، لجرافات وآليات الاحتلال الإسرائيلي، التي تخطط لهدم التجمعات البدوية في المنطقة التي تقع جنوب شرق مدينة القدس المحتلة وتضم 46 تجمعا بدويا. ويشكل النشطاء والأهالي منذ صباح اليوم الأربعاء، سلسلة بشرية أمام الجرافات الإسرائيلية، لمنعها من هدم المساكن والمنشآت في الخان الأحمر، وتشريد سكانه، وسط تهديدات الجنود بإطلاق الرصاص بشكل مباشر على المتضامنين. وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي هدمت عدة مساكن في تجمع أبو نوار البدوي شرقي بلدة العيزرية تمهيدا لهدم تجمع الخان الأحمر. وباشرت سلطات الاحتلال وآلياتها، بشق طريق يوصل ما بين الشارع الرئيسي ومنطقة الخان الأحمر، وأزالت الحواجز الحديدية الملاصقة للشارع، لتمهد الطريق من أجل وصول الآليات الثقيلة ومعدات الاحتلال إلى المنطقة وهدمها. وقد أمهلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي سكان تجمع الخان الأحمر جنوب القدس المحتلة، حتى يوم الجمعة القادم 6/7 لمغادرة التجمع تمهيدا لهدمه لصالح الاستيطان وطرد سكانه. وأعلنت قوات الاحتلال عن التجمع البدوي، منطقة عسكرية مغلقة، وأغلقت جميع الطرق الداخلية في التجمع والطرق المؤدية إليه، وداهمت قوات عسكرية إسرائيلية كبيرة تجمع الخان الأحمر، وسلمت السكان قراراً مكتوباً بوضع اليد على الطرقات الداخلية المؤدية للخان الأحمر لأغراض عسكرية حتى نهاية الشهر الجاري. ومن جانبها اعتبرت دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الفلسطينية، أن قرار حكومة الاحتلال بهدم قرية الخان الأحمر شرق القدس المحتلة، جريمة حرب تتنافى مع الأعراف، والقوانين الدولية، داعية المجتمع الدولي وأصدقاء الشعب الفلسطيني للوقوف في وجه الغطرسة الإسرائيلية ومنع عملية الهدم وتشريد السكان الأصليين للمنطقة. وأضافت في بيان صحفي، صادر عنها اليوم “إن الاحتلال باشر بإجراءاته العملية لهدم القرية من خلال إعلانها منطقة عسكرية مغلقة وشق طرق لتسهيل عملية الهدم، وهو ما سينجم عنه تشريد نحو 180 مواطناً من سكان المنطقة معظمهم من الأطفال والنساء الذين سيبقون دون مأوى بهدف توسيع مستوطنة معاليه أدوميم غير الشرعية المقامة فوق أراض فلسطينية مصادرة”. وبدورها دعت وزارة الإعلام الفلسطينية، كافة المؤسسات الصحفية، والمحطات الإذاعية والتلفزيونية، ومراسلي وكالات الأنباء العربية والدولية العاملة في فلسطين، ونشطاء مواقع التواصل، للمشاركة في موجات إعلامية مفتوحة لإسناد أبناء الشعب الفلسطيني في تجمعي الخان الأحمر وأبو نوار، اللذين يتعرضان للهدم والتشريد. وأكدت في بيان صحفي أن ممارسات الاحتلال بحق التجمعات الفلسطينية في محيط القدس، يثبت أن إسرائيل لا تكتفي بخرق القانون الدولي بل تتحدى العالم بمواصلة الاستيطان والإرهاب والهدم. وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد صادقت، مايو/أيار الماضي، على هدم قرية ‘عرب الجهالين’ في الخان الأحمر، والمدرسة التي أقيمت فيها في أي توقيت تراه دولة الاحتلال مناسبا، فيما رفضت التماسين ضد أوامر الهدم تقدم بها أهالي وسكان المنطقة . ويواصل العشرات من المتضامنين ونشطاء المقاومة الشعبية وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، جهودهم من خلال الاعتصام اليومي في الخان الأحمر ، في محاولة منهم لوقف عمليات الهدم والمخططات الاستيطانية في تلك المنطقة المهمة .