أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) أمس ان هبوط أسعار النفط والنمو الاقتصادي القوي سيمكنان شركات الطيران العالمية من تحقيق أرباح صافية مقدارها 19.9 بليون دولار في 2014، مقارنة بتوقعات سابقة بلغت 18 بليون دولار، لتسجل الشركات أكبر هامش ربح في أكثر من خمس سنوات. ولفت الاتحاد الذي يتخذ من جنيف مقراً له إلى أن الأرباح الصافية سترتفع إلى 25 بليون دولار في 2015 ليصل هامش الربح إلى 3.2 في المئة. ويمثل «إياتا» نحو 250 شركة طيران تشكل 84 في المئة من حركة النقل الجوي العالمية. وكانت آخر مرة شهد فيها القطاع مثل هذا الهامش المرتفع عام 2010 حين وصل إلى 3.1 في المئة. وقال المدير العام لـ «إياتا» توني تايلر في بيان: «تتحسن آفاق القطاع إذ يواصل الاقتصاد العالمي التعافي ومن المنتظر أن يدعم هبوط أسعار النفط النمو في العام المقبل». ولفت «إياتا» إلى أن إنفاق شركات الطيران على الوقود سينخفض إلى 192 بليون دولار في 2015 من إنفاق متوقع قدره 204 بلايين دولار هذا العام. وارتفعت أسهم شركات الطيران في الأسابيع الماضية مدعومة بتراجع أسعار النفط. وهبط خام القياس العالمي مزيج برنت إلى أقل من 66 دولاراً للبرميل أمس وهو مستوى أعلى قليلاً من أدنى مستوياته في خمس سنوات وتراجع بما يزيد على 40 في المئة منذ حزيران (يونيو). لكن محللين حذروا من أن انخفاض أسعار الوقود يلازمه دائماً هبوط في العائدات. وأعلن «بنك أوف أميركا - ميريل لينش» هذا الأسبوع أن شركات الطيران زادت المقاعد أثناء الهبوط الحاد الذي شهــدته أسعار النفط عام 2008، ما أدى إلى وفرة في الطاقة الاستيعابية وتراجع أسعار التذاكر. وتعكس توقعات «إياتا» أيضاً آفاقاً مختلفة لشركات الطيران في أنحاء مختلفة من العالم. فمن المتوقع أن تحقق شركات الطيران في أميركا الشمالية التي تمر بفترة اندماجات وإعادة هيكلة أعلى هوامش أرباح في 2015 تبلغ ستة في المئة متجاوزة مستويات الذروة التي سجلت في أواخر التسعينات. وفي أوروبا من المتوقع أن يبلغ هامش الربح 1.8 في المئة فقط. وأشار «إياتا» إلى أن الربحية تضررت بفعل المنافسة الشديدة في المنطقة بينما تتزايد الأعباء التنظيمية والضريبية وتقل كفاءة البنية التحتية. وخفضت «لوفتهانزا»، أكبر شركة طيران في أوروبا لجهة الإيرادات، في تشرين الأول (أكتوبر) أرباحها المستهدفة لعام 2015 وعزت ذلك إلى التباطؤ الاقتصادي والمنافسة القوية.
مشاركة :