شتاء غزة دافئ... ولكن

  • 12/11/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

خوفاً من أن تُضاعف أمطار الشتاء بؤسهم، سارع سكان قطاع غزة إلى ترميم بيوتهم التي تضررت بشدة خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي أسفرت عن أكثر من 2100 شهيد و10 آلاف جريح وتدمير آلاف المنازل، غير منتظرين أن تهلّ عليهم «بشائر الخير» على شكل مساعدات من هنا وهناك تُخفف معاناتهم. والقضية ليست مسألة تكيّف وإن بدت كذلك، إنما الحاجة أم الاختراع، خصوصاً أنّ «مطاميط» مشاريع إعمار القطاع لم تصل إلى الحدّ المطلوب منها. وزادت الأنباء الواردة عن عصف منخفضات جويّة قوية بالمنطقة قريباً من قلق الغزيين أن تزيد الطين بلّة. وتحديداً بعد «معركة المدينة» مع العاصفة «ألكسا»، وما سببته من تهالك للبنية التحتية وغرق المناطق المنخفضة بمياه الأمطار. والتجهيزات للتخفيف من أزمة شتاء هذا العام بدأتها بلدية المدينة من خلال تنفيذها مشروعاً لتنظيف مجاري مياه الأمطار، إلى جانب ردم أخرى بنحو 50 ألف طن من الركام الصغير، بما يحول دون حصول أزمة حقيقة في تلك الموجودة في الشوارع، كما ورد في بيانات صدرت عن البلدية، إضافة إلى بث نشرات إرشادات توعية عبر وسائل الإعلام للتعامل مع أيّ منخفض جوّي مقبل. وكانت حملات العمل الإنساني أجدى نفعاً، في تخفيف المعاناة عن كاهل الأهالي، من تلك التجهيزات، خصوصاً بعد غرق مناطق منخفضة بمجرد هطول المطر. وقد تعدّدت أشكال تلك الحملات وتنوّعت، ومنها حملة «شتاء دافئ»، المبادرة العمانية التي نفّذت بالتعاون مع جمعيات خيرية في محافظات القطاع. وتكفلّت المبادرة بتوزيع نحو ألفي بطانية للأسر، وألفي سترة شتوية، وألفي حذاء للأطفال. كما تستعد لتأمين ألواح معدنية لعشرات البيوت المتهالكة أو المتضررة من الحرب. وبلغت القيمة الإجمالية للمشروع 150 ألف دولار. وهناك أيضاً مؤسسات شبابية باشرت عملها مع الأيّام الأولى لهدنة الحرب، واتخذّت من وسائل التواصل الاجتماعي منبراً لها للدعوة للمشاركة والتبرّع في حملاتها التطوعية. وحمل الفضاء ذاته تعليقات مواطنين وآراءهم وأمنياتهم تجاه موسم الشتاء. ولفت الانتباه «ستاتوس فايسبوكي» يحمل مفارقة عجيبة، إذ تقول مدوّنته عائدة السيفي، أنّها وقفت أثناء هطول المطر ترجو الله أن يُوقف زخاته رحمة بأصحاب البيوت المدمرّة، مشيرة إلى أنّ المطر توقف فعلاً بعد ذاك الرجاء الحار! كانت هذه أمنيتها وجاء الردّ عليها عبر «كومنت» أحدهم تضمّن: «غزة أرض الكرامات، والله لن يترك المساكين وحدهم»

مشاركة :