قالت وزارة المالية الصينية إنها لن تبادر بتطبيق رسوم جمركية في خلافها التجاري مع الولايات المتحدة. وذكرت الوزارة في بيان أنها لن تطبق رسومها على سلع أميركية، والمنتظر أن تسري اعتباراً من الغد، قبل أن تفرض الولايات المتحدة رسومها على سلع صينية. وكان مصدر مطلع قال لرويترز إن رسوما صينية على سلع أميركية قيمتها 34 مليار دولار ستدخل حيز التطبيق اعتبارا من منتصف ليل السادس من يوليو بتوقيت بكين، وسط تصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وكانت واشنطن قالت إنها ستفرض رسوما على واردات صينية بقيمة 34 مليار دولار في اعتباراً من غد، وتعهدت بكين بالرد في اليوم ذاته. لكن فارق التوقيت البالغ 12 ساعة يعطي الأسبقية لبكين في التطبيق الفعلي للرسوم. على صعيد متصل، عبر شركاء تجاريين كبار للولايات المتحدة ومن بينهم الاتحاد الأوروبي والصين واليابان في منظمة التجارة العالمية عن قلقهم البالغ من احتمال فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية إضافية على واردات السيارات ومكوناتها. وقال مسؤول حضر الاجتماع إن اليابان حذرت من أن مثل تلك الإجراءات قد تدفع إلى سلسلة من الإجراءات المضادة ينتج عنها في النهاية انهيار النظام التجاري المتعدد الأطراف الذي يستند إلى قواعد. وحذر أكثر من 40 بلدا عضوا في منظمة التجارة العالمية، ومن بينهم 28 دولة من الاتحاد الأوروبي، من أن التحرك الأميركي قد يتسبب في أضرار بالغة للسوق الدولية ويهدد نظام منظمة التجارة العالمية بالنظر إلى أهمية السيارات للتجارة العالمية. وحذر الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة من أن فرض رسوم على واردات السيارات ومكوناتها يضر بصناعة السيارات في أميركا نفسها وأنه من المرجح أن يقود إلى إجراءات مضادة من قبل شركائها على صادرات أميركية بقيمة 294 مليار دولار. وأبلغ مسؤول روسي اجتماع منظمة التجارة العالمية بأن قضية التحقيقات الأميركية أثيرت خلال العام الأخير في اجتماعات عدة لمنظمة التجارة العالمية لكن الأمور ازدادت سوءا. وعبرت الصين وكندا وسويسرا والنرويج وتركيا وكوستاريكا وهونغ كونغ وفنزويلا وسنغافورة والبرازيل وكوريا الجنوبية والمكسيك وقطر وتايلند والهند عن المخاوف ذاتها، وقالت إنها تشك أن تكون الرسوم الأميركية متسقة مع قواعد منظمة التجارة العالمية. وأفاد مسؤولون أوروبيون بأن الصين تضغط على الاتحاد الأوروبي لإصدار بيان مشترك قوي في قمة بينهما هذا الشهر للتنديد بسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية لكنها تواجه مقاومة. وخلال اجتماعات في بروكسل وبرلين وبكين، اقترح مسؤولون صينيون كبار، بينهم نائب رئيس الوزراء ليو هي ووزير الخارجية وعضو مجلس الدولة وانغ يي، إقامة تحالف بين القوتين الاقتصاديتين وعرضوا فتح المزيد من قطاعات السوق الصينية كمبادرة حسن نية. وأحد المقترحات أن تشرع الصين والاتحاد الأوروبي في تحرك مشترك ضد الولايات المتحدة في منظمة التجارة العالمية. لكن خمسة مسؤولين ودبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي أبلغوا «رويترز» أن الاتحاد، أكبر تكتل تجاري في العالم، رفض فكرة التحالف مع بكين ضد واشنطن قبيل قمة صينية أوروبية في بكين يومي 16و17 يوليو الجاري. وقال مسؤولو الاتحاد إنه من المتوقع أن تخرج القمة بدلا من ذلك ببيان ختامي متواضع يؤكد التزام الجانبين بنظام تجاري متعدد الأطراف ويعد بتشكيل مجموعة عمل بشأن تحديث منظمة التجارة العالمية. وكان نائب رئيس الوزراء ليو هي قال في أحاديث خاصة إن الصين مستعدة لأن تعرض للمرة الأولى القطاعات التي يمكنها فتحها أمام الاستثمارات الأوروبية خلال القمة السنوية المتوقع أن يحضرها الرئيس شي جين بينغ ورئيس الوزراء لي كه تشيانغ وكبار المسؤولين الأوروبيين. وقال دبلوماسي أوروبي «الصين تريد أن يقف الاتحاد الأوروبي مع بكين ضد واشنطن وأن يأخذ صفها.. لن نفعل هذا وأبلغناهم بذلك». وفي تعليق لها، ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الصين وأوروبا «يجب أن تقاوما الحمائية التجارية يدا بيد». وأضافت «الصين والدول الأوروبية شركاء طبيعيون… فهم يعتقدون جازمين بأن التجارة الحرة محرك قوي للنمو الاقتصادي العالمي». وعلى الرغم من الرسوم التي فرضها ترامب على صادرات المعادن الأوروبية والتهديد باستهداف صناعة السيارات في الاتحاد الأوروبي، فإن بروكسل تشارك واشنطن مخاوفها بشأن إغلاق الصين لأسواقها وما تقول الحكومات الغربية إنه تلاعب بكين بالتجارة للهيمنة على الأسواق العالمية. وقال دبلوماسي آخر «نوافق تقريبا على كل الشكاوى الأميركية تجاه الصين، لكننا لا نتفق فقط مع كيفية معالجة الولايات المتحدة لها». وحذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من احتمال تحول النزاع التجاري الحالي مع الولايات المتحدة إلى حرب تجارية، وقالت أمام البرلمان الألماني «الأمر يستحق بذل كل جهد لإنهاء ذلك النزاع». وأكدت ميركل دعمها للتعددية قائلة إن الأزمة المالية العالمية ما كانت لتُحل بهذه السرعة من دون تعاون دولي. (بكين، بروكسل، جنيف – رويترز)
مشاركة :