أكد رياضيون أن أداء المنتخبات الآسيوية الخمسة التي شاركت في كأس العالم لكرة القدم المقامة حالياً في روسيا يعد جرس إنذار حقيقياً للمنتخب الوطني في نهائيات كأس آسيا التي ستستضيفها الدولة مطلع شهر يناير من العام المقبل، وأن مستوياتها شهدت تطوراً لافتاً على الرغم من أنها لم تصل لأدوار متقدمة، لكنها استطاعت أن تنال إعجاب المحللين والنقاد، خصوصاً المنتخب الياباني الذي كان قاب قوسين من التأهل للدور ربع النهائي. وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن المنتخبات الخمسة (السعودية، اليابان، كوريا الجنوبية، إيران، أستراليا)، ظهرت بصورة مشرفة، وإن استمرارها في تقديم الأداء نفسه في نهائيات كأس آسيا سيجعلها من المنتخبات المرشحة للوصول للمباراة النهائية، ما سيفرض على «الأبيض» التحضير بصورة أقوى لمواجهة هذه القوة للمنافسة في اللقب، بعد أن سبق له الحصول على المركزين الثاني والثالث. وقدمت المنتخبات الخمسة أداء رفيعاً خلال المونديال، وعلى الرغم من وداع أربعة منها من دوري المجموعات فقد ظهرت بشكل قوي، إذ أنهت السعودية مشاركتها بفوز ثمين على المنتخب المصري، بينما نجح المنتخب الكوري الجنوبي في ترك بصمته في مجموعته بعد أن أقصى المنتخب الألماني (حامل اللقب) بالفوز عليه بثنائية، فيما استبسل المنتخب الإيراني في مجموعته وكان قربياً من إقصاء البرتغال. وفي الوقت الذي كان المنتخب الأسترالي الحلقة الأضعف في المجموعة بعد أن عجز عن الحصول على أي نقطة، فإن المنتخب الياباني حمل على عاتقه أحلام القارة الآسيوية بتأهله لدور الستة عشر قبل أن يخرج على يد بلجيكا في الدقيقة الأخيرة، بعد أن كان متقدماً بثنائية نظيفة ليخسر في الأخيرة بنتيجة 2/3. • الأبيض مطالب بتحضيرات أقوى لمواجهة منتخبات آسيا المونديالية. وأكد المحلل بقناة دبي الرياضية، جمال بوهندي، أن المستوى الذي قدمته المنتخبات الآسيوية في كأس آسيا يمثل جرس إنذار حقيقياً لكل المنتخبات الراغبة في الحصول على اللقب، بما فيها المنتخب الوطني الإماراتي المعزز بعاملي الأرض والجمهور، لكنه تساءل حول ما إذا كانت المنتخبات الخمسة ستواصل أداءها نفسه حينما تلعب مع منتخبات أقل مستوى بعد أن واجهت منتخبات كبرى ما تطلب منها رفع أدائها. وقال: «صحيح أن أداء الخماسي هو إنذار لكل المنتخبات الآسيوية، لكن السؤال هل الأداء الذي قدموه مع المنتخبات الكبيرة سيقدمونه في نهائيات كأس آسيا؟ إذ إنهم سينزلون من مستواهم لمواجهة بعض المنتخبات الضعيفة بخلاف المنتخبات الكبيرة التي واجهوها، وتطلب ذلك منها رفع مستواها لمجاراتها، كما شاهدنا مع منتخبات مثل اليابان وكوريا الجنوبية وإيران، كما أن السعودية ظهرت بصورة مشرفة واختتمت مشوارها بالفوز على مصر». وأضاف: «المنتخب الوطني مطالب بالحذر من كل المنتخبات المشاركة، صحيح يقع عليه عبء كبير لكن نحن على ثقة بأن مشاركته في وجود عاملي الأرض والجمهور بجانب تكاتف جميع المنظومة الرياضية ستعزز من الحظوظ بالمنافسة في اللقب، وسبق أن حصلنا على مركز الوصيف، وفي النسخة الماضية حصلنا على المركز الثالث، لذلك فإن لقب البطولة بات هدفاً رئيساً». من جهته، ذهب المحلل جمعة خاطر في اتجاه آخر، واعتبر أن الأنظار المسلطة على المونديال تختلف عن كأس آسيا، لذلك فإن معظم اللاعبين يجتهدون في إظهار كل ما لديهم في كأس العالم من أجل تسويق أنفسهم عالمياً، بينما تقل مستوياتهم حينما ينتقلون للمشاركة في النهائيات القارية، كونها لا تملك الزخم نفسه، بيد أنه أكد أن الحذر مطلوب من المنتخب الوطني الإماراتي في حال مواجهة المنتخبات الخمسة المونديالية. وقال: «المنتخبات التي شاركت في المونديال الحالي في روسيا في حال واصلت الأداء نفسه في كأس آسيا 2019، فإنها ستكون خطرة على جميع المنتخبات الأخرى، ويجب الحذر منها، لكن في بعض الأحيان لا تظهر المنتخبات التقليدية في مشاركاتها الآسيوية بالأداء نفسه، وتلعب بتراخٍ، خصوصاً حينما تلعب مع منتخبات ضعيفة في التصنيف». بدوره، وصف المحلل الرياضي سلطان حارب المنتخبات الخمسة بالمنظمة، متوقعاً أن تكون هي المرشحة الأوفر حظاً في المنافسة في اللقب، معتبراً في الوقت نفسه أن المنتخب الوطني إذا ما وصل لأدوار متقدمة فسيكون أمراً جيداً في ظل عدم الاهتمام بالقاعدة، وبناء جيل قوي بعكس المنتخبات الآسيوية التي شاركت في المونديال ونالت الإشادة على الرغم من خروجها المبكر. وقال: «المنتخبات الخمسة ظهرت بصورة قوية، وبالتأكيد سيكون هنالك صعوبة على منتخبنا الوطني في ظل وجودهم في نهائيات 2019، وهي ليست منتخبات كبيرة بقدر ما أنها منظمة ومبنية على أسس وقواعد صلبة، بعكس كرتنا المحلية التي تحتاج لعمل كبير حتى تكون مواكبة لها، خصوصاً أن نجاح المنتخب يبدأ من النادي وتجهيز اللاعبين، لكن للأسف في الوقت الحالي كل الأندية لا تقوم بصناعة لاعبين، بل تفضل شراء الجاهز، وهو أمر لا يصب في مصلحة المنتخب ولا تطوير كرة القدم المحلية».
مشاركة :