صنعاء - الوكالات: أعلن مبعوث الامم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث قبيل مغادرته صنعاء أمس الاربعاء انه أجرى محادثات «مثمرة» مع زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي، المتواري عن الأنظار والذي لا يخاطب جمهوره الا عبر الشاشة، حيال النزاع في هذا البلد. وجاءت تصريحات غريفيث في ختام مهمة دبلوماسية الى صنعاء، لمحاولة التوصل الى تسوية سياسية تجنّب مدينة الحديدة حرب شوارع بين المتمردين والقوات الموالية للحكومة المعترف بها. وكانت هذه القوات بدأت قبل نحو ثلاثة أسابيع هجوما باتجاه مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة المتمردين، ووصلت الى مطارها الواقع في جنوبها. لكن الهجوم علّق بعد ذلك فسحا للمجال امام غريفيث للتوصل الى حل سياسي. ويطالب التحالف بانسحاب الانقلابيين من المدينة من دون شرط لوقف الهجوم، وهو ما يرفضه الحوثيون. وتحدث غريفيث للصحفيين في مطار صنعاء عن لقائه مع عبدالملك الحوثي الثلاثاء، وهو اول لقاء بين الرجلين منذ تعيين المبعوث الدولي في منصبه في فبراير الماضي. ولم يحدد غريفيث، الذي وصل الى صنعاء الاثنين، مكان الاجتماع. ومقر إقامة عبدالملك الحوثي غير معروف، وهو لا يظهر في العلن، بل يكتفي بإلقاء خطابات عبر شاشات القنوات الموالية للمتمردين. وذكر غريفيث انه التقى خلال زيارته «قادة وممثلين» عن جماعة «أنصار الله» الجناح السياسي للمتمردين. ورأى غريفيث ان ايجاد حل للوضع في الحديدة سيخلق «ظروفا إيجابية لإعادة اطلاق محادثات سلام في الأيام المقبلة». وأشار الى انه سيطلع اليوم الخميس مجلس الأمن الدولي على نتائج مباحثاته في صنعاء وعدن (حيث التقى الاسبوع الماضي الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي في اجتماع جاء «ايجابياً»، حسب قوله). كما أعرب عن أمله في أن يلتقي هادي مجددا «قريبا». ميدانيا أفادت مصادر عسكرية في عدن بأن قوات إضافية من الجيش الوطني اليمني والمقاومة تحركت امس من عدن والضالع باتجاه جبهة الساحل الغربي لتأمين خطوط إمداد قوات الشرعية بين المخاء ومدينة الحديدة وتعزيز قوات الجيش الوطني والمقاومة المتمركزة في مطار الحديدة. وقال مسؤولون عسكريون في قيادة الجيش الوطني في الساحل الغربي إن استعدادات كبيرة ومتواصلة لاستئناف العملية العسكرية لتحرير مدينة وميناء الحديدة بعد انقضاء المهلة التي منحت لتمكين المبعوث الأممي من مواصلة مساعيه في إقناع المليشيات الانقلابية بالانسحاب من الحديدة وتسليمها من دون قتال. في المقابل، يواصل الحوثيون حشدهم وتصعيدهم العسكري، وسط تقارير لوسائل إعلام يمنية تفيد برفض المليشيات الحوثية تسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة، حيث نقلت مصادر متطابقة أن مليشيات الحوثي تعزز تحصيناتِها في الحديدة، مستغلةً توقف العمليات العسكرية.
مشاركة :