إعداد: عبير حسين توصلت دراسة حديثة أجرتها جامعة نورث ويسترن في بوسطن بالولايات المتحدة، اختبرت 17 ألفاً و260 تطبيقاً للهواتف الذكية العاملة بنظام «أندرويد»، إلى أن هذه التطبيقات تراقب أصحابها وتستمع إلى محادثاتهم، والأسوأ هو تسجيلها لمقاطع فيديو سريّة للمستخدمين وإرسالها إلى طرف ثالث لأغراض دعائية وتسويقية. انطلق فريق الدراسة التي ستعرض نتائجها بشكل مفصل الشهر المقبل في مؤتمر تعزيز الخصوصية في برشلونة بإسبانيا، من بحث شكوى آلاف المستخدمين الذين ساورتهم الشكوك بتنصت هواتفهم الذكية عليهم، إذ بمجرد الحديث عن الرغبة في شراء ملابس جديدة، أو قضاء عطلة ممتعة، حتى تبدأ حساباته الخاصة على منصات التواصل الاجتماعي، وبريده الإلكتروني في استقبال إعلانات ترويجية لأحدث منتجات الملابس، وأفضل الفنادق لقضاء الإجازات، وتأكد الباحثون من صحة شكوك المستخدمين إذ تبين أن النسبة الكبرى من التطبيقات تخترق ميكرفونات الأجهزة الذكية، والبعض الآخر قادر على اختراق الكاميرات والتقاط مقاطع الفيديو إضافة إلى «سكرين شوت» أو لقطات لشاشات الهواتف ثم ترسل تلك التسجيلات إلى طرف ثالث.ضبط الباحثون تطبيق «GoPuff»، وهو خدمة أمريكية للتوصيل تشبه «Deliveroo» تم تحميله أكثر من 100 ألف مرة من متجر «جوجل بلاي»، وثبت التقاطه صوراً لشاشات المستخدمين ثم إرسالها إلى شركة «Appsee» للتحليلات لاستهدافهم في إعلانات مستقبلية. بيتر هينواي كبير المستشارين الأمنيين في شركة «Asterisk» للأمن السيبراني قال إن هذه الإعلانات الغريبة ليست مصادفة، فالهواتف الذكية تصغي بانتظام إلى ما يقوله أصحابها حتى لو كانت مخبأة داخل جيوبهم. وأضاف: «في الوقت الذي ينكر فيه مطورو هذه التطبيقات تجسسها على المستخدمين، تتضمن شروط الاستخدام بنوداً تسمح بالتنصت عليهم لتصبح التقنية قانونية».وفي الوقت الذي تنكر فيه شركة «فيسبوك» تنصتها على المستخدمين باختراق ميكروفونات هواتفهم الذكية، أقرّت «جوجل» بأن المراسلات البريدية الخاصة ب «جي ميل» التي يستخدمها 1.4 مليار شخص حول العالم يقرؤها في بعض الأحيان طرف ثالث هم مطورو التطبيقات والخدمات، مؤكدة أن تلك الممارسة «أمر شائع»، وأنها لا تتعارض مع سياسات الخصوصية التي يوافق عليها المستخدمون.
مشاركة :