قال ديفيد جاردنر -محرر الشؤون الدولية في صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية- إن ما وصفها ترمب بـ «الصفقة النهائية» (صفقة القرن) لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لا تبشر بخير، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية اتخذت إجراءات لتسوية، تمت تهيئتها بشكل كبير لصالح إسرائيل. وأضاف جاردنر -في تقرير له- أن أنصار «صفقة القرن» يعتقدون أن المعجزة حصلت، فإسرائيل تنال دعماً غير مشروط من إدارة ترمب، ودعماً غير مسبوق من دول عربية، مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة.وأوضح أن ما يسعد إسرائيل أن ترمب يحيط نفسه بالمتشددين، مثل جون بولتون، وأن نتنياهو يسعى لاستغلال كل هذه الفرص، من أجل التوصل لحل إسرائيلي مكتوب للقضية الفلسطينية، وجبهة موحدة عدوانية ضد إيران. وأشار الكاتب إلى أن جاريد كوشنر -صهر ترمب- لا يرى أهمية لمسألة الأرض، وهي جوهر النزاع، لافتاً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف عن التوسع، وأن كوشنر وفريقه -الذين ينحازون علانية لإسرائيل والمستوطنات- لا يرون أنه لا يوجد توازن بين القائم بالاحتلال والواقع تحت الاحتلال. ورأى الكاتب أن وجود حكومة متشددة في إسرائيل ومتحالفة مع الإدارة في واشنطن، ويؤيدها تحالف عربي بقيادة السعودية، لا تبدو أنها تركيبة للفوز بالسلام. وأوضح أن القادة العرب -مثل محمد بن سلمان- قد لا يهتمون بقضايا مثل فلسطين والقدس، لكن، إذا اهتمت شعوبهم، فيجب عليهم ذلك، وأولويتهم الأولى هي استبقاء الذات، لذا، ليس من قبيل الصدفة وجود اتصالات عربية إسرائيلية تتم بشكل سري. ولفت إلى أن داعمي صفقة القرن يتوقعون أن يتمكن ترمب من إقناع بوتن بإخراج إيران من سوريا، لكن هذا الأمر من ضرب الخيال، فالأسد الذي فاز بالحرب الأهلية بمساعدة روسيا وإيران، لا يستطيع تحصين سوريا وحده، وبما أن بوتن لن يضخ قوات برية كبيرة، سيكون هناك تواجد لإيران وقواتها شبه العسكرية. وخلص الكاتب إلى أنه مع ارتفاع درجة الحرارة الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، تتطور الأمور بشكل خطير، من دون أي علامة على وجود «صفقة».;
مشاركة :