لدي سؤال يدور في ذهني منذ زمن طويل ولم أخبر به أحدا ولم أجعله محورا لأي نقاش ربما لأنني لدي قناعة بأن الحل الجواب مفقود مفقود يا ولدي وهو يتلخص في ظاهرة جلدنا للذات في كافة أوجه الحياة الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الرياضية التي تعتبر من كماليات الحياة وهدفها الرئيس التنفيس والترويح للنفس المتعبة من مشقات الحياة وروتينها اليومي، ورغم يقيني بأن لديها أخطاء بالجملة في كل تلك المناحي إلا أننا لم نتوقف عند نقدها بل شملنا معها كل شيء فالكل لدينا حتى " ساقط خامس ليلي" أصبحوا نقادا يملكون الموهبة والمعرفة والإتقان لفن النقد رغم صعوبته ومن خلال حادثة واحدة نستطيع أن نحكم على فشل وفساد جهات كاملة سابقا وحاليا ومستقبلا ولعل من أخطر نماذج النقد تلك التي تبنى على أحداث غير صحيحة، فسهل جدا أن نحارب اللص حين يسرق ونصفه باللصوصية لكن المصيبة العظمى إذا كان هذا الشخص لم يسرق أصلا وهكذا دواليك نستطيع أن نحيك العديد من الآراء والانتقادات الحادة ومنبعها قصص وهمية لم تحدث ووقتها لا نبحث عن صحة المعلومة بل يقودنا ولعنا للجلد إلى التصديق الفوري والغريب أننا ننتقد كل شيء واحد " نحن " فحين يتعلق الأمر بنا تتضخم لدينا " الأنا " فنبحث عن مبررات لأخطائنا ونجيرها لأسباب خارجية ونمجد في أفعالنا غير المخطئة حتى ولو لم تكن صواباً تاما ولو قدر أن سمع أحد أو قرأ جلدنا لذاتنا دون أن يعيش بيننا لاعتبرنا مجتمع " منتهي " لا يوجد فيه شيء إيجابي واحد وما دعاني لاستذكار هذا السؤال " لماذا نجلد ذاتنا " هو الحديث الرائع الذي تحدث به محترف الهلال السابق الكولومبي جوستافو بوليفار للصحف في بلاده ونقلته الزميلة الاقتصادية عبر الزميل النشط مشاري الفهد وسأقتبس نقطتين من حوار " الأصلع " الأولى تتعلق برؤيته عن منافساتنا الرياضية حيث يقول " الكرة السعودية هي الأفضل في منطقة الشرق الأوسط، والمنافسات هناك متطورة وفي غاية الإثارة، حيث إن الصراع على الألقاب ليس محصوراً على نادٍ أو ناديينٍ أو حتى ثلاثة أندية، والكرة هناك تلعب بطريقة سريعة واضطررت للركض كثيراً في الملعب بسبب طريقة تدوير الكرة المتكرر والمباغت بين اللاعبين، كما أن اللاعبين أنفسهم يملكون قدرات رائعة في الاحتفاظ بالكرة وتجاوز المنافسين، وهذا الأمر كان مثار إعجاب بالنسبة لي على المستوى الشخصي. وسيأتي جوابه الذي يصف فيه حياتنا والذي أسعدني جدا على اعتبار أنه نظر لنصف الكوب المملوء ولم ينظر مثلنا للنصف الفارغ "بالنسبة للعيش في السعودية فقد وجدت البلد يعيش في حالة هدوء وسلام، والشعب طيب للغاية، ويحرص على عرض المساعدة للآخرين، كما أن عائلتي كانت سعيدة بالوجود هناك في السعودية، وتمنيت أن أبقى طويلاً في الهلال، ولكن هذا لم يحدث، ولفت انتباهي تمسكهم بتعاليم دينهم، التي تحثهم على الصلاة بشكل متكرر، مشددا كنت أرى اللاعبين، ومنسوبي النادي يصطفون في صفوف للصلاة في خشوع، كنت أراقب حركاتهم، وأنا أضع سماعة الآي بود، كنت أحس بشيء غريب، حينها لم أجد له تفسيرا حتى الآن. انتهى حديث الأصلع بعد رحيله وانتفاء مصلحته وبقينا نحن نسيء لأنفسنا بأنفسنا ونجلد ذاتنا ونستمتع بهذا الجلد لكن أملي الكبير يبقى في أن الإصلاح قد يأتي في يوم ما على كافة الأصعدة وأولها إصلاح الذات قبل الآخرين. الهاء الرابعة والله أني منك أنا ميتٍ بك من زمان واتصبر والصبر قلت مفتاح الفرج التفت لي ثم عطني على الحب الأمان اشرح الموضوع وافهم ترى عقلي مرج
مشاركة :