بدا الخلاف واضحا الخميس بين أنغيلا ميركل وفيكتور أوربان حول مسألة الهجرة عندما دافعت المستشارة الألمانية عن واجب "إنساني" فيما رد أوربان بالقول "إننا نساعد بشكل إنساني عندما لا نقوم بدعوة" المهاجرين. تخلت ميركل نهائيا هذا الأسبوع عن سياسة الاستقبال السخي التي أطلقتها في 2015 بضغط من الجناح اليميني في ائتلافها الحكومي. دافعت المستشارة الألمانيةأنغيلا ميركل الخميس عن واجب أوروبا الـ"إنساني" خلال مؤتمرها الصحفي مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، حيث بدا الخلاف واضحا بين الطرفين حول مسألة الهجرة. وتتعرض ميركل حاليا لاتهامات بالتنازل أمام المتشددين في أوروبا بعد تخليها عن رؤيتها حيال الموضوع. وصرحت ميركل أمام صحافيين عند استقبالها لنظيرها المجري "سندافع عن حدودنا الخارجية" في الاتحاد الأوروبي لكن "ليس بهدف الانعزال والحديث عن حصن"، مشيرة إلى "اختلافات في الرأي معه" حول الموضوع. وأضافت أن "الإنسانية هي روح أوروبا ونريد الحفاظ على هذه الروح... وأوروبا لا يمكنها أن تنصرف بكل بساطة عن المعاناة والآلام" بأن تنعزل داخل "حصن". وكانت ميركل تخاطب أوربان الواقف إلى جانبها والذي غالبا ما اختلفت معه حول الهجرة منذ 2015 وفي الوقت نفسه من يتهمونها اليوم بالعدول نهائيا عن سياسة الاستقبال السخي التي أطلقتها إزاء اللاجئين وبأنها رضخت للضغوط وتلتزم نهج التشدد في أوروبا. استيراد "الشر" إلا أن أوربان رد بالقول "نعتقد أننا نساعد بشكل إنساني عندما لا نقوم بدعوة" المهاجرين إلى الحضور. وأكد أن "الحل الوحيد" برأيه هو "إغلاق الحدود" و"عدم السماح بدخول الذين يأتون بالشر" إلى أوروبا، مضيفا "لا نريد استيراد المشاكل"، متوجها إلى المستشارة. ودعا أوربان برلين إلى إبداء امتنان أكبر إزاء المجر التي تفرض رقابة مشددة على حدودها الجنوبية مع كرواتيا وصربيا وإلا "فإن 4 إلى 5 آلاف مهاجر سيصلون إلى ألمانيا كل اليوم"، مضيفا "هذا هو التضامن". على مدى سنوات جسدت ميركل ورئيس الحكومة المجرية قطبين متناقضين على صعيد سياسة اللجوء في أوروبا: من جهة رغبة في استقبال سخي لطالبي اللجوء الفارين من النزاع في سوريا في 2015 ومن جهة أخرى رفض قاطع للهجرة باسم الدفاع عن قيم أوروبا المسيحية. لكن ورغم حدة الحديث الخميس فإن ألمانيا شددت منذ 2015 سياستها حيال الهجرة وباتت أقرب بحكم الأمر الواقع من منتهجي خط متشدد. وأصبحت السياسة المتشددة التي يدعو إليها أوربان تمثل الغالبية في أوروبا منذ وصول اليمين المتطرف إلى الحكم في النمسا وإيطاليا وتحقيقه اختراقات في دول أخرى مثل ألمانيا. في مقابلة مؤخرا، لفتت ميركل بشكل عابر إلى رئيس الحكومة المجري قائلة إنه "قام إلى حد ما بالعمل بالنيابة عنا" عندما فرض رقابة مشددة على حدود بلاده مع صربيا، مع أنها كانت تنتقده في 2016 بسبب إغلاقه "طريق البلقان" التي كان يقصدها غالبية المهاجرين القادمين من اليونان من أجل أن يبلغوا دول غرب أوروبا. لكن بات الآن على الاثنين التعاون. بالنسبة إلى أوربان الأمر يتعلق بالدعوة الأولى إلى برلين منذ ثلاث سنوات تقريبا أي منذ القرار المثير للجدل الذي اتخذته ميركل بفتح أبواب بلادها أمام مئات آلاف طالبي اللجوء في 2015. وشكلت القمة الأوروبية التي خصصت الأسبوع الماضي لقضية الهجرة تكريسا إلى حد ما لأوربان الذي رحب بـ"النجاح الكبير" لنظرياته. أوربان "يملي شروطه" على ميركل في الوقت نفسه اضطرت ميركل إلى العدول نهائيا عن مشروع حصص توزيع طالبي اللجوء في الاتحاد الأوروبي خصوصا أمام معارضة دول أوروبا الوسطى والشرقية. وكتبت أسبوعية "دير شبيغل" الألمانية مؤخرا إن أوربان "هو الذي يملي شروطه" على المستشارة حول سياستها للهجرة. وتخلت ميركل نهائيا هذا الأسبوع عن سياسة الاستقبال السخي التي أطلقتها في 2015 بضغط من الجناح اليميني في ائتلافها الحكومي. ووافقت على أن يتم نقل مهاجرين مسجلين في دول أخرى من الاتحاد الأوروبي إلى مراكز عبور على الحدود الألمانية ثم ترحيلهم إلى بلد الدخول. وهي بحاجة لتطبيق ذلك إلى توقيع اتفاقات ثنائية مع الدول المعنية من بينها المجر. واضطرت ميركل للتنازل أمام وزير داخليتها هورست زيهوفر زعيم الحزب البافاري المحافظ المتشدد والذي هدد بالانسحاب من الائتلاف الحكومي. ومارس زيهوفر الذي زار فيينا الخميس ضغوطا على إيطاليا واليونان لتتعاونا مع ألمانيا بهدف وقف وصول المهاجرين وانتقال طالبي اللجوء من أراضيهما إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 05/07/2018
مشاركة :