انطلق شراع النَسَوية الحديثة نحو آفاق متلاطمة قد تكون المسبب الأول لغرقها في امواج الحياة! فمن قال ان حياتك ستكون اكثر نجاحاً بلا زوج واكثر تألقاً بلا أطفال واكثر هدوءاً بلا صديقات وعلاقات اجتماعية؟! ومن قال ان جلوسك على العرش العاجي بتمام الكمال والجمال هو من سيصنع منك الأنثى المشعة المختلفة؟ لو كان الأمر هكذا لخُلِقتِ وحيدة بعالمٍ وردي لوحدك، حينها ستتوسلين الله تعالى ليلاً ونهارا لإنزال من يؤنس وحشتك ويملأ ثغراتها. دعك من هادمي اللذات، أولئك الذين يعتقدون أن قمم البهجة لا تُنال إلا بنرجسية النفس والتخلي عن كل عزيز وصديق والتخلي عن النظام الكوني الاجتماعي الذي وُجد مع الانسان بلحظة سقوطه على الأرض. فالدراسة والعمل مهمان ولكن إن زارتكِ فرصة زواجٍ ذهبية فاستقبليها، وإن طرق باب حياتك الحمل والإنجاب بأوج كفاحك العملي لا تكبحي مقدِمه.. لا تطمسي بذرة الفطرة الأنثوية بداخلك لتخلقي واحدة اخرى بقشورٍ شكلية تتهاوى بأول وعكة، لا تقرأي حِكم التطوير ناقصة. لقد ولّى الزمن الذي إما ان تعيش حواء لنفسها وطموحاتها او للآخرين، فساحات التطور والنضج تسمو بها نحو التوازن والتكامل بين كل ما تحتاج دون الافراط والتفريط. الموازنة بين كفتي هو من يدخلك ساحة الاستقرار وليس بالتنازل عن أحد الجوانب ورمي الثقل على الآخر! على كل حال انت الدكتور النفسي الاول لذاتك وانت من يعلم اي الأردية الأنسب لها، لهذا اسمحي للذات بأن ترسي على ميناء الهدوء والوعي الذي يسعفها باختيار ما يلائمها. توقفي عن مسك الحبل من الزوايا، انت جديرة بمركز الحبل وقلبه. فاطمة أسد
مشاركة :