فرصة تاريخية للرئيس الفرنسي لحل الأزمة الخليجية

  • 7/6/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

باريس - وكالات: اعتبرت مجلة Contrepoints الفرنسية الزيارة الحالية التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لفرنسا فرصة تاريخية للرئيس الفرنسي للتوسط لحل الأزمة وتحقيق نجاح دبلوماسي فشل في إحرازه حتى اللحظة. ونوهت المجلة بأن القمة القطرية الفرنسية التي تجمع قيادتي البلدين اليوم هي الثالثة التي تجمعهما في أقل من عام، وتمثل مناسبة للرئيس الفرنسي لتحسين صورته على الساحة الدولية وربما ليفرض نفسه كحكم في حل أزمة الخليج. وأشارت إلى أن الرئيس ماكرون رفع شعار «لنجعل كوكبنا عظيمًا مرة أخرى» خلال حملته الانتخابية.وأكدت المجلة أن الحصار المفروض على قطر منذ أكثر من عام يمثل إخفاقات كبيرة بكل معنى الكلمة وفشل مُدوٍ لسياسة الرياض. وأوضحت المجلة أن قطر بعد عام من الحصار تبدو أكثر قوة من أي وقت مضى بعد اعتماد سياسات اقتصادية ذكية بتنويع مصادر الاستيراد وتشجيع القطاع الخاص للنهوض بالمنتج المحلي ، وقالت: في غضون أسابيع قليلة أقامت قطر شراكات جديدة وأنشأت منصات لوجستية لضمان توفير احتياجات سكانها لدرجة أن صندوق النقد الدولي اعتبر في 30 مايو الماضي أن أداء النمو القطري لا يزال قويًا وأن التأثير الاقتصادي والمالي المباشر للأزمة قد تمت إدارته بشكل جيد وهو رأى يتقاسمة مع Andreas Krieg الأستاذ في King›s College في لندن الذي يرى أن قطر عرفت كيف تحول هذه الأزمة إلى فرصة حقيقية كما يتبنى نظيره البريطانيKristian Ulrichsen التحليل نفسه قائلاً أظهر القطريون مرونة وبراجماتية عملية من خلال التكيف السريع مع الواقع الجديد وإقامة ترتيبات تجارية ولوجستية بديلة قللت من تداعيات الأزمة.  وأضافت المجلة: تبدو المملكة العربية السعودية محاصرة بالأزمة التي تسببت فيها هي نفسها .. فبعد عام من الحصار والاستفزاز السؤال المطروح هو كيف يمكن للمملكة أن تتراجع دون أن تفقد ماء وجهها؟ وفي الوقت نفسه تواجه الرياض الآن ضغطاً مشتركًا من الأمريكيين والأوروبيين لوضع حد لهذا الصراع المحكوم عليه بالفشل وهي تريد أن تخرج منه مرفوعة الرأس. واعتبر ت المجلة أن زيارة صاحب السمو هذه فرصة من ذهب للدبلوماسية الفرنسية وقالت: ماكرون يعرف أن لفرنسا مصالح مع قطر وأن الروابط الاقتصادية مع قطر قوية سواء على المستوى التجاري أو المالي هذا في الوقت الذي وصلت فيه الاستثمارات القطرية في فرنسا إلى 25 مليار يورو عام 2015. ويقول أحد خبراء الشرق الأوسط لصحيفة هافينتونج بوست: باريس التي تسعى إلى تعزيز التهدئة والحوار في الأزمة التي تهز الخليج تعمل بسياسة إمساك العصا من الوسط للحفاظ على علاقات جيدة مع مختلف البلدان في المنطقة وعدم إغضاب أي من الأطراف لأن الرهانات الدبلوماسية أصبحت أكثر أهمية منذ اندلاع أزمة الخليج. وأكدت أنه بالنسبة لإيمانويل ماكرون فإن هذه اللحظة هي الأكثر ملاءمة بعدما بدأت الولايات المتحدة وهي من المؤيدين الثابتين للمملكة العربية السعودية في التخلي عن الرياض . وقالت: في 15 يناير الماضي وخلال لقائه مع صاحب السمو تراجع دونالد ترامب عن تصريحاته السابقة مشيدًا بجهود الدوحة في الحرب على الإرهاب ودعا إلى تعزيز العلاقات مع قطر في المجال الأمني والاقتصادي وهذا تحول مهم يفسره البعض على أنه بداية تراجع التصعيد في أزمة الخليج .. فهل ينتهز إيمانويل ماكرون الفرصة ويجعل فرنسا الحكم في صراع لن يفوز به أي بلد باستثناء إيران؟

مشاركة :