عودة 15 مصابًا­ في «حافلة المدينة».. صدمة ودموع

  • 7/6/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن هبوط الطائرة القادمة من القصيم كسائر الطائرات، فقد حملت على متنها 15 مصابًا بينهم امرأتان كبيرتان في السن من الحادث المأساوي للحافلة البحرينية التي كانت متوجهة الى المدينة المنورة على طريق القصيم الثلاثاء الماضي، هبوط بآلام مثخنة بالجراح، ودموع وعناق وصولاً لأرض الوطن الذي قد بلغ ذروته مع خروج المصابين إلى صالة الاستقبال بمطار البحرين الدولي يوم أمس. «الأيام» تواجدت واستقبلت مصابي الحادث الأليم ورصدت أولى ردود أفعال ركاب الحافلة ولحظة عودتهم إلى أحضان عوائلهم، حيث قالت والدة الفقيدة زينب السماهيجي في تصريح لـ(الأيام) ملؤه الحزن: «الحمدلله على قضاء الله وقدره، رحلت زينب بثياب الإحرام، بنية صافية وقلب مؤمن، كانت قاصدة زيارة قبر الرسول، الحمد لله دائمًا وأبدًا».وبدوره قال الشاب حسن علي، وهو أحد ركاب الحافلة، «بأنّ الله قد كتب له عمرًا جديدًا». وروى لحظة وقوع الحادث بالقول: «قررت حينها أن أغفوا قليلاً بعدما قضيت ساعات الليل بالسهر مع أصحابي، وجلّ حديثنا وأمانينا بأن نصل إلى مدينة رسول الله، حتى باغتنا القدر بتدهور كاد أن يودي بحياتنا». ويصف المصاب حسن تلك اللحظات بأنها أصعب اللحظات في حياته، فقد قضى ثوانٍ يتدحرج رأسًا على عقب لا يعلم ما الذي يخيفه القدر، والذعر والخوف مسيطر على المشهد الأخير من رحلة المدينة المنورة المفزعة، إلى أن استقرت الحافلة وبدأ حطام الحافلة ينزاح والمارة تهافتوا لإنقاذنا من بين أيدي الموت.٫ أما مصابة أخرى فقد احتضنت أسرتها عائدة من الحادث المأساوي بجراح ورضوض وكسور، تاركًا ملامحًا وآثارًا ربما لا تزول مع قادم الأيام، وقد كتب الله لها النجاة. تقول المصابة التي فضلت عدم ذكر اسمها في حديثها لـ«الأيام» بأنها قررت أن تزور المدينة المنورة وأن تعود إلى مدينة رسول الله مجددًا في القريب العاجل بعد تماثلها للشفاء، فقد قطعت على نفسها عهدًا بأن الحادث لن يمنعها من أداء فريضة العمرة وزيارة المدينة المنورة. وعن لحظة وقوع الحادث المفزع للحملة، تحدثت إحدى المصابات ودموعها قد ملأت عينيها، وأشارت بأنها كانت جالسة في المقاعد الأمامية للحافلة، وكانت تسمع حديث السائق بين الفينة والأخرى، الذي ردّد أكثر من مرة بأنه سيعود إلى أهله قريبًا، فاشتياقه إلى أهله وقريته في مصر قد بلغ ذروته، وزاد حنينه لأسرته، لم يكن يعلم بأن درب القصيم قد نسج نهاية مأساوية لرجل لم تفارق البسمة محيّاه خلال الساعات الأخيرة من الرحلة الأليمة. وقالت: «عندما فقد سائق الحافلة السيطرة على عجلة القيادة، شعرنا بأننا نلفظ أنفاسنا الأخيرة، ونحن في زيارة لمدينة رسول الله، فلم يكن بيننا وبين الموت إلا نفس واحد، والحافلة تتدهور على رمال القصيم. فيما المشهد داخل الحافلة فقد بدا في حالة ذعر وخوف وقلق، فالرجال والنساء والأطفال كل واحد منهم ينادي بنفسه ويدعو للنجاة، بعد ذلك أصبحنا كومةً واحدةً، وقد بَهُت صوتها وانقطع وصوت البكاء والعويل قد ملأ أرجاء الحافلة. أما الأشخاص الذين لقوا حتفهم، فلم نكن نعلم عنهم شيئًا، بل توقعنا بأن الحادث قد خلف عددًا كبيرًا من الوفيات، والحمدلله على كل حال، ونسأل الله الرحمة والمغفرة للشابة البحرينة وسائق الحافلة. فيما أوضح شاب آخر يبدو على ملامحه التعب والإعياء، بأن علاجهم في السعودية ومتابعة السفارة البحرينية في الرياض إلى جانب المسؤولين السعوديين لحين لمغادرتهم مطار القصيم ووصولهم أرض المملكة،قد ترك الأثر الطيب في نفوسهم، شاكرًا اهتمام السفارة البحرينية ووزارة الصحة السعودية، ومؤكدًا بأن حادث الحافلة الذي وقع صباح الثلاثاء بحاجة إلى فترة طويلة لتجاوز آثاره خصوصًا في نفوس الأطفال المرافقين لذويهم في رحلة المدينة المنورة، أما بشأن الخدمات العلاجية التي قُدّمت لهم في مستشفيات القصيم فأكد بأنها من أعلى المستويات. بدوره، عبّر خال الفقيدة زينب السماهيجي عن بالغ حزنه بعد سماع خبر انقلاب الحافلة، لافتًا إلى أن زوجته وابنتيه وابنه الصغير كانوا من ضمن المسافرين الى المدينة المنورة. وذكر بأنه كان في العمل أثناء تناقل أخبار مفادها انقلاب حافلة لحملة أهل الجود، وأنه في بادئ الأمر لم يكن يصدق ذلك، مشيرًا الى أنه قام بمباشرة الاتصالات للحملة للتأكد من صحة الخبر، إلا أنه لم يتلقَ أي جواب منهم، وقد يكون لانشغالهم للتأكد من صحة الخبر، بعدها تأكدنا من صحة ما سمعنا. وقبل مغادرة «الأيام» مطار البحرين الدولي، أثنى أهالي المصابين على جهود ومتابعة السفارة البحرينية للحادث المأساوي الذي وقع لذويهم.

مشاركة :